أثر الحركة التعبيرية في الأعمال الفنية التشكيلية العراقية المعاصرة
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
تمكن الانسان القديم أن يعبر عن دوافعه ورغباته الفطرية برسوم سطّر فيها ملاحمه التصويرية الاولى على سقوف وجدران الكهوف التي دلت على كفاءة وحيوية تعبيرية ودقة واقعية.وعبر كذلك ومن خلال طقوسه بنشاطات حركية كالرقص والأصوات الحادة والركض ليحتفظ بانفعالاته التي كان يستجمعها لاستنفارها في الصيد والتي تساعده في السيطرة على طرائده. وفي عصر الاستقرار والزراعة ونشوء التجمعات البشرية في العصر الحجري الحديث عبر الانسان عن رغبات اضافية ودوافع مغايرة تمثل انزال المطر وتمجيد الخصب والتوالد فعبر عن انجازها في رسومات ودمى تمثل الآلهة الأم، ثم تغير تعبيره نحو الطبيعة ليعبر عن رؤياه الميثولوجية والدينية عن فكر ديني بتعدد الآلهة، على ارض سومر ازدادت قوة التعبير فعبر عن واقعه الحضاري ونضج طقوسه الدينية والحياتية بأساليب فنية معتمدة على التحريف وقوة الخطوط والمبالغة بتقنيات عديدة بين الحز والحفر والحك والتطعيم بالأحجار الطبيعية. فكان التعبير واضحاً وجلياً في عيون المتعبدين وجمود حركاتهم التعبدية في بساطة التكوين واختزال الاشكال. فالانسان يعبر عندما يجد منفذاً للتعبير بواسطة الفنون، أي التعبير عن نشاط الانسان الوجداني والفكري والعملي. فهو يعبر عن وجدان مجتمعه وحسبما يقول يونغ عن (اللاشعور الجمعي): فالتعبير فعالية ونشاط ابداعي ايضاً وليس استسلاماً للدوافع والحوافز فحسب، بل هو صيرورة ابداعية جمالية تعبيرية. وفي مصر القديمة عبر الانسان عن رؤياه الدينية بخلوده في عالم آخر ببناء الاهرام وفي عصر الدولة الوسطى- عصر أخناتون- ازدهر التيار التعبيري بعد تنحي الاسلوب النمطي الرسمي فرسم الملك بليونه في الخط وتشويه في الشكل. وبعد تبلور ذهنية الانسان التحليلية حيث المنطق والفكر الفلسفي لدى الاغريق استمر التعبير عن المثاليات وتمجيد الجمال المثالي في الجسم الانساني المتناسق الرياضي (الأولمبي) وفي القرون الوسطى (1066م-1435م) ظهور قيم دينية مغايرة بمواضيعها تمثل التضحية والصلب وتمجيد السيد المسيح والعذراء (عليهما السلام) فقد التجأ الى التعبير معتمداً على المبالغة والتحريف وتشويه النسب.
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.