بلاغة الجملة الاعتراضية وجمالياتها الفنية

محتوى المقالة الرئيسي

م. د. ساهرة عدنان وهيب العنبكي

الملخص

الجملة الاعتراضية جملة قابلة للتأويل المضاعف بحسب السياق التركيبي الذي ترد   فيه، فهي أما متعددة الدلالات ، وأما فارغة من المحتوى الدلالي ، فتتغير بتغير الموضوع والسياق الذي تساق فيه ، وتكون أحياناً كثيرة جملة تحمل ثراء معنوياً في اقانيم متحولة تخدم طرفي عملية الرسالة والإبداع ، وهما كل من الشاعر المبدع والقارئ المثقف الذي يفك شفراتها المغلقة .


        ومن المعلوم إن الاعتراض من الفنون البلاغية التي تقع ضمن مباحث علم المعاني الذي يبحث في تفاصيل الجملة العربية وما يطرأ عليها من تغيير كحذف ، أو تقديم وتأخير ،  أو فصل ووصل ، لان الجملة الاعتراضية إحدى طرائق أسلوب الإطناب المتعددة التي يذكرها البلاغيون في مصنفاتهم .


        أما قراءتي لهذا الأسلوب البلاغي فهي قراءة جمالية تبحث في فنيات محتواها ، وأثره البلاغي المتأثر بتحولات اجتماعية وبيئية وزمكانية متنوعة بتنوعات هموم المجتمع وهموم شعرائه المغتربين غربة نفسية واغتراباً مكانياً ، فقد التفتوا إلى الإبداع الفني الذي تخلقه جملة الاعتراض ووظفوها لتعطي دلالات متعددة للقارئ ، وقد توقفته هذه الجملة واعترضت النص المقروء والجمل الأخرى فيه ( كالفعلية والاسمية ) ، وحجزت عنصر التتابع في الأفكار لتصنع فكرة جديدة قد تسير مع النص ، أو تضفي عليه دلالة موافقة ، أو تخالف النص ، لأنها تتمظهر في عنفوان النص لتحد منه قليلاً ومن احتدامه ، أو لتزيده اضطراماً واضطراباً ، فتخرج عن الدلالات النمطية والوضعية التي وضعها النقاد والبلاغيون كالتفسير والشرح والتوكيد ، وتضع دلالات جديدة في النص لم يلتفت إليها النحاة في علم النحو ، ولم يجدوا فيها من المعاني ما يخدمهم فأغلقوا وأوصدوا الأبواب عليها بشارحتين ضيقت عليها الخناق وحجمت عملها ، فلم تشكل عندهم إلا جملة صلة الموصول أو جملة لا محل لها من الإعراب وطارئة يمكن عدها جملة زائدة ، وسوغوا لأنفسهم حذفها والخلاص منها ، فهي عائق على عملهم النحوي الصارم في تعقيده .

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
بلاغة الجملة الاعتراضية وجمالياتها الفنية. (2023). مجلة كلية التربية الاساسية, 18(76), 1-21. https://doi.org/10.35950/cbej.v18i76.9398
القسم
مقالات للعلوم الانسانية والصرفة

كيفية الاقتباس

بلاغة الجملة الاعتراضية وجمالياتها الفنية. (2023). مجلة كلية التربية الاساسية, 18(76), 1-21. https://doi.org/10.35950/cbej.v18i76.9398