القاضي محمد بن عمران التيمي ودوره في القضاء الإسلامي (130-154هـ / 748- 769م )

الملخص

    الحمد الله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ومن اتبع هديه الى يوم الدين وبعد .

     ان اهم دعائم السعادة التي يسعى اليها البشر ان يطمئن الناس على حقوقهم ، وان يستقر العدل بينهم وانا لا نكاد نعرف شيئا ابعث للشفاء والفتن , وانقى للهدوء والاستقرار بين الافراد والجماعات من سلب الحقوق ، وتسلط الجبارين على الامنين المسلمين .

لذا كانت الحاجة الملحة والضرورة البشرية الى القضاء كيد للعدالة تقطع وابر الفتنة وتقضي على كل هذه الظواهر الفاسدة التي تهدد الامن والسلام والحياة .

     والقضاء من الامور المقدسة عند كل الامم مهما بلغت درجتها من الرقي والحضارة ، كما في قوله تعالى (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض) ⁽¹⁾

ولاجل تحقيق ما تقدم فقد استمدت الدولة العربية الاسلامية قوانينها من شريعة الاسلام السمحاء، واهتمت بالقضاء فحرصت على استقلاله اتم الحرص .

    ولما كان الحكم والقضاء هما ذراع العدالة والمرآة التي يعكس فيها كل التصرفات التي هي في حاجة الى العدالة واعلى درجات الاجر ، مستمدين العمل من فوله تعالى :  " وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط ان الله يحب المقسطين " ⁽²⁾

     ولهذا كان القاضي محمد بن عمران التيمي يقول : " اني والله ما اجمد في الحق ولا اذوب في الباطل " ومراده انه يقضي بالحق لان الحق فيه الحياة وهو اسم من اسماء الله الذي منه واليه كل شيىء في الحياة .