التفكير الدوجماتي لدى طلبة الجامعة

الملخص

    لقد أعتاد تفكيرنا على نمط معين في النظر إلى الأشياء والتعامل معها ، وهذا النمط اقل ما يمكن أن يوصف به انه بعيد عن العقلانية و المرونة و التفتح العقلي  وانه يخلد في كثير من الأحيان إلى الراحة ، و الكسل وربما البلادة الذهنية في الوقت الذي يستدعي فيه واقعنا المعقد ، والمتغير بسرعة تفوق خيالنا الوقفة الجادة و الواعية والتوثب و الحركة و الاستعداد الكامل لمواجهة مشكلاته, لذا فاننا بحاجة إلى تقويم جديد لنظام تفكيرنا الذي اعتمدنا عليه منذ قرون ومازلنا نسيء فهم عملية التفكير ، ونعمل على وفق ما يمليه عليه الوجدان أو العواطف والانفعالات من  دون أن نجعل الفكر على هذه العناصر رقيبا.    (الاسدي، 2005,ص 21)

ويعد هذا النوع من التفكير تفكيرا دوجماتيا اذ يشير( روكيش ) الى ان الشخص الذي يتسم بالتفكير الدوجماتي يكون منغلقا على ما يؤمن به من أفكار، لا تقبل المناقشة أو الحوار، ويؤمن بالفكرة الواحدة، والرأي الواحد، والتوجه الواحد، ولا يوجد بينه وبين الآخرين نقاط التقاء أو حوار، وانه متعصب جامد، والتعصب والجمود لا يمكن أن يؤديا إلى التفكير المنفتح، فالتفكير المنفتح يحتاج إلى بيئة من الحرية والتسامح، وتقبل الآخر. (الشافعي، 1992،ص 61).

ومن هنا ترى الباحثة أن الدوجماتية مشكلة حقيقية يمكن أن تقوض كيان المجتمع ، وتعود به إلى الوراء ، ولاسيما أن طلبة الجامعة هم خليط من أعراق وقوميات ومذاهب دينية وفكرية مختلفة ، ولكي يتقبل الطالب هذه الآراء والأفكار والقوميات المتعددة عليه أن لا يكون منقاداً لأفكاره ، وترك مجالاً للرأي الآخر ، وأن يكون فكره قائماً على المنطق والأدلة العقلية بدلاً من الاستبداد بالرأي .لذا فان مشكلة البحث الحالي تتمثل بالاجابة على التساؤل الاتي:

(هل يتسم طلبة الجامعة بالتفكير الدوجماتي).