دالة التكوين البصري في العرض المسرحي العراقي
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
ما يميز المسرح عن بقية الفنون كونه فناً يعتمد اللغة عامة ، وصورهُ متكوّنة من عِدّة مدلولات نصيّة ، وعلامات مسرحية تبثها عناصر العرض المسرحي كدوال للتكوين البصري فيه .
ولأن المسرح على هذه الدرجة من الاهتمام ، صار التركيز على مقوّماته التي تختلف عن الظواهر الفنية اللغوية منها والبصرية ، بما تتمتع به من استقلال ذاتي من جهة ، وما تتوافق مع منظومات أخرى من جهة ثانية ، لذلك فإن الفكرة التوصيلية للرسالة المسرحية ، تجمع الكثير من عناصر العرض الذي يمكن أن يقع تحت خيمة الدلالة الدرامية وجمالياتها ، وطرائق التوظيف الذي يُشكِل تكوينات العرض المسرحي .
هذا البحث غير معني بالبديهيات ولا يرمي إلى تكرارها ، بل هو محاولة للتعمّق في قراءة جديدة للتكوين البصري ، وكذلك توظيفه جمالياً بعد تفكيكه إلى عناصره التي يتشكّل منها، لغرض إضاءة ما يُعتقد بأنه هامشي أو غير فعـّال .
ولأن الهدف كذلك ، فإن المعنى الدلالي ، وتحوّله جمالياً في ضوء الفكرة المتقدّمة ، لا يتكفّل عنصراً دون آخر ، بل يقتضي الإحاطة بفنٍ مُرّكب ، دلالاته عنواناً يقوم على دراسة هذه الصيرورة ومحيطها الجمالي والفكري .
تناول الباحث في الفصل الأول مشكلة البحث وأهميته والأهداف التي من أجلها يكتب مثل هكذا موضوع ، كما ثبَّت الباحث حدود بحثه وحدَّد أهم المصطلحات وقام بتعريفها .
في الفصل الثاني تناول الباحث في الإطار النظري أهم العناصر التشكيليّة في التكوين البَصري للعرض المسرحي وهي : الخط والشكل ( الهيئة ) _ السطح والكتلة والضوء واللون والملمس والفراغ (الفضاء) ، عَبْرَ اعتماده على الأدبيات وما كُتِبَ من مقالات في موضوع البحث ، ثم قام الباحث بإجراء مسح للدراسات والبحوث السابقة التي تناولت مواضيع في هذا المجال ، وبعد مناقشة ما جاء في الأدبيات التي تخص موضوع البحث تَمَّ الوصول إلى المؤشرات وحددها عَبْرَ أجساد الممثلين بخطوطها وسطوحها وكُتَلِها والفضاءات فيها ، وعَبْرَ الأزياء التي يرتدونها بخطوطها وكتلها وألوانها وطرازها ، وعَبْرَ الماكياج الذي يضعونه على وجوههم برسومه وألوانه ، وكذلك عَبْرَ المنظر ومُفرداته ومُلحقاته وما فيها وَعَبْرَ الإضاءة ووظائفها وتأثيراتها اللونيّة والتوضيحيّة ودلالاتها .
في الفصل الثالث اعتمد الباحث المنهج الوصفي التحليلي لكونه أكثر المناهج ملائمة لتحليل نموذج عينة البحث ، وتحقّق من المساحة الجغرافية لمجتمع البحث ، وبعد ذلك حَدّد الباحث مجتمع بحثه بالعروض المسرحية العراقية المقدَّمة على خشبة مسرح الرشيد للعام (1999) ، إذ بلغت هذه العروض ( 8 ) عرضاً مسرحياً أخرجها نُخبة من المخرجين العراقيين واعتمدت نصوصاً مختلفة ، وقام الباحث باختيار عيّنة البحث بالطريقة القصدية المتمثّلة بعرض مسرحية (سِدرا) العراقية وهي من تأليف (خزعل الماجدي) وإخراج (فاضل خليل) ، وقام على تحليلها .
في الفصل الرابع ثبَّت الباحث نتائج بحثه وناقشها على وفق تحليل عينة البحث الذي من خلالها خَرَجَ بأهم الاستنتاجات ، ثم ثبَّت الباحث مقترحاته وتوصيّاته ، وبعد ذلك جعل في نهاية بحثه قائمة بأهم المصادر والمراجع التي اعتمدها الباحث في تناول موضوع البحث .
تفاصيل المقالة

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.