ﺃﺛﺭ ﻣﻧﻁﻘﺔ ﺍﻟﺳﺭﺍﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻕ ﺛﻘﺎﻓﻳﺎً -ﺒﺤث ﻤﻴداﻨﻲ- ﻤﻨطﻘﺔ اﻟد ارﺴﺔ : ﻤﻨطﻘﺔ اﻟﺴ اري-

الملخص

ﺘﻌد أرض اﻟﻌ ارق ﻤﻬداً ﻟﻠﺤﻀﺎرة ٬ وﻤﻨﺒﻊ اﻟﻌﻠم واﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ واﻟﺘﺤﻀـر ٬ ﻓﻘـد ﺘﻌﺎﻗﺒـت ﻓـﻲ

ﻫـذا اﻟﻘطـر اﻟﻌرﻴـق اﻟﺤﻀـﺎ ارت اﻟﻘدﻴﻤـﺔ اﻷﺼـﻠﻴﺔ ٬ ﺒﺤﻴـث ﺘرﻛـت ﺒﺼـﻤﺎﺘﻬﺎ ﻋﻠـﻰ ﺤﻀـﺎ ارت

اﻷﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ .

ﻓـﺄوﻝ اﺨﺘـ ارع ﻟﻠﻛﺘﺎﺒـﺔ ﻛـﺎن ﻓـﻲ ﺴـﻨﺔ ٣٢٠٠ ) ق.م ) ﻓـﻲ اﻟﻌـ ارق ٬ إذ ظﻬـرت اﻟﻛﺘﺎﺒـﺔ

ﻓـﻲ ﻋﺼـر ﺤﻀـﺎرة ( ﺠﻤـدة ﻨﺼـر ) أﺤـدى أدوار اﻟﺤﻀـﺎرة ﻓـﻲ وادي اﻟ ارﻓـدﻴن ٬ ﻛﻤـﺎ أﻤـدت

اﻟﺤﻀﺎ ارت ( اﻟﺴوﻤرﻴﺔ ٬ واﻷﺸورﻴﺔ ٬ واﻟﺒﺎﺒﻠﻴﺔ ) ﺒﻛﺜﻴر ﻤن اﻟﺘ ارﺠم واﻟﻤﻼﺤم اﻟﺘﻲ ﺘـم اﻟﻌﺜـور

ﻋﻠﻴﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻤﻛﺘﺒـﺔ اﻟﻤﻠـك ( أﺸـور ﺒﺎﻨﻴﺒـﺎﻝ) ﺤﻴـث اﺤﺘـوت ﺘﻠـك اﻟﻤﻛﺘﺒـﺔ آﻻف (اﻟـرﻗم اﻟطﻴﻨﻴـﺔ )

اﻟﺘﻲ ﺸﻤﻠت ﻋﻠﻰ ﻤواﻀـﻴﻊ ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ( ﻋﻠﻤﻴـﺔ ٬ وأدﺒﻴـﺔ ٬ وﻋﺴـﻛرﻴﺔ ) ﻛـﺎن ﻤـن أﺒرزﻫـﺎ اﻟﻨﺴـﺨﺔ

اﻷﺼﻠﻴﺔ (ﻟﻤﻠﺤﻤﺔ ﻛﻠﻛﺎﻤش). ﻛﺎﻨت اﻟﻤدارس ﻓﻲ اﻟﻌـ ارق اﻟﻘـدﻴم ﺘﺘـداوﻝ ﻓﻴﻤـﺎ ﺒﻴﻨﻬـﺎ اﻟﻨﺼـوص

اﻟﻤدرﺴﻴﺔ اﻟﺨﺎﺼﺔ ﺒطﻠﺒﺔ اﻟﻤدارس ٬ ﻛﻝ ذﻟك ﻴﺸﻬد ﺒﺜﻘﺎﻓﺔ أﻫﻝ اﻟﻌ ارق وأﺜرﻫم ﻓﻲ اﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ .

ﻓــﻲ اﻟﻌﺼــور اﻹﺴــﻼﻤﻴﺔ ٬ أﺼــﺒﺤت ﻤدﻴﻨــﺔ ﺒﻐــداد ( ﻤﻨــﺎ اًر ) ﻟﻠﻌﻠــم وﻤﻠﺘﻘــﻰ اﻟﻌﻠﻤــﺎء

واﻷدﺒﺎء واﻟﺸﻌ ارء ٬ وﻤرﻛـ اًز ﻟﻠﺘرﺠﻤـﺔ ٬ اﻟﺘـﻲ ﻤـﺎ ﺒرﺤـت أن ﺘﻌرﻀـت اﻟﺤرﻛـﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴـﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ

ﻓﻲ اﻟﻌ ارق ﻟﻼﻨﺘﻛﺎﺴﺔ ﺴﻨﺔ ١٢٥٨ ) م ) أﺒﺎن اﺠﺘﻴﺎﺤﻬﺎ ﻤن ﻗﺒﻝ اﻻﺴﺘﻌﻤﺎر اﻟﻤﻐوﻟﻲ وﻤـﺎ ﺘـﻼﻩ

اﻟـﻰ ﺴـﻨﺔ ٬ ١٩٦٨ ﺤﻴـث ظﻬـر إﻗﻠـﻴم ﺠﻐ ارﻓـﻲ ﻤﺘﺨﺼـص داﺨـﻝ اﻟﻤﻨطﻘـﺔ اﻟﺘﺠﺎرﻴـﺔ اﻟرﺌﻴﺴـﻴﺔ

ﻟﻤدﻴﻨﺔ ﺒﻐداد ( C. B. D ) أﻻ وﻫو ﻤﻨطﻘﺔ اﻟﺴ اري ٬ اﻟﺘﻲ أﺼﺒﺤت ﻤﻠﺘﻘﻰ اﻟﻌﻠﻤﺎء واﻷدﺒﺎء

واﻟﺸــﻌ ارء واﻟﻛﺘــﺎب واﻟﺼــﺤﻔﻴﻴن واﻟﻤﺜﻘﻔــﻴن واﻟﺴﻴﺎﺴــﻴﻴن ﻓــﻲ ﺸــوارع ﻫــذﻩ اﻟﻤﻨطﻘــﺔ (اﻟﺴــ اري ٬

واﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ٬ واﻟﻘﺸﻠﺔ ) ﻤن ﺠﻤﻴﻊ أﻨﺤﺎء اﻟﻘطـر ٬ وﻫـﻲ ظـﺎﻫرة ﺠﻐ ارﻓﻴـﺔ ﻤﻠﻔﺘـﺔ ﻟﻠﻨظـر ٬ ﻴﺘﺤـﺎور

ﻓﻴﻬـﺎ اﻟﻨـﺎس ( ﺒﺎﻟﻛﺘـﺎب ٬ واﻟﻤﺠﻠـﺔ ٬ واﻟﺼـﺤﻴﻔﺔ ٬ وأدوات اﻟطﺒـﻊ واﻻﺴﺘﻨﺴـﺎخ ٬ وﻤـواد اﻟﻌﻠـم

واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ) ذﻟك اﻟﺤوار اﻟﺒﻨﺎء أﻨﻪ ﻤﺸﻬد ﻤﺜﻴر ﻴوﻤﻴﺎً ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻤﻨطﻘﺔ اﻟﺠﻐ ارﻓﻴﺔ ٬ وﻴوم اﻟﺠﻤﻌﺔ

أﺸد إﺜﺎرة ﻤن ذﻟك .