ﺍﻟﻣﻔﺎﺭﻗــﺔ ﺑﻧﻳﺔ ﺍﻻﺧﺗﻼﻑ ﺍﻟﻛﺑﺭﻯ
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
اﻟﻤﻔﺎرﻗـﺔ ﻟﻐـﺔ اﻟﻤﺒﺎﻴﻨـﺔ ﻴﻘـﺎﻝ : ﻓـﺎرق اﻟﺸـﻲء ﻤﻔﺎرﻗـﺔ ٬ وﻓ ارﻗـﺎً أي ﺒﺎﻴﻨـﺔ ٬ (١) ﻓﻤـدار
اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻠﻐوي ﻟﻠﻤﻔﺎرﻗﺔ ﻤﺤﺼور ﻓﻲ ﻤﻌﻨﻰ اﻻﻗﺘ ارن واﻟﺘﺒﺎﻴن واﻻﺨﺘﻼف .
وﻤﺼـطﻠﺢ اﻟﻤﻔﺎرﻗـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻌرﺒﻴـﺔ اﺴـم ﻤﻔﻌـوﻝ ﻤـن (ﻓـرق) وﺠـذرﻫﺎ اﻟﺜﻼﺜـﻲ (ﻓـرق)
وﻤﺼدرﻫﺎ (ﻓرق) وﻤدﻟوﻟﻬﺎ اﻟﻤﺒﺎﻴﻨﺔ واﻟﺘرك واﻟﻤﺒﺎﻋدة ٬ وﻫﻲ ﺒﻬـذا اﻟﻤﻌﻨـﻰ اﻟﻌـﺎم ﻟـم ﺘﻛـن
ﺒﺎﻟﻤﺸﻛﻠﺔ اﻟﺤدﻴﺜﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻨﻰ ﺒﻬﺎ اﻟدارﺴون ٬ ٕواﻨﻤﺎ ﻫﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻗدﻴﻤﺔ ٬ ﺒـدأ اﻻﻫﺘﻤـﺎم ﺒﻬـﺎ
ﻤﻨذ ﻋﻬد ﺴﻘ ارط واﻓﻼطون وارﺴطو ٬ ورﺒﻤﺎ ﻗﺒﻝ ذﻟك .
وﻴﺒــرز ﻤﻔﻬــوم اﻟﻤﻔﺎرﻗــﺔ ﻓــﻲ ﻓﻠﺴــﻔﺔ ( اﻟﺘﻐﻴــر ) اﻟــذي ﻴﺒﻠــﻎ ﺤــد اﻟﺘﻨــﺎﻗض ﻟــدى
اﻟﻔﻴﻠﺴوف ﻫﻴرﻗﻠﻴطس اﻟذي ﻋﺎش ﻗﺒﻝ اﻟﻤﻴﻼد ﺒﻨﺤو ﺨﻤﺴـﺔ ﻗـرون ٬ اذ ﻴـرى ان اﻟﺤﻘﻴﻘـﺔ
ﺘﻛﻤن ﻓﻘط ﻓﻲ " ﺘوﻗﻊ ﻤﺎ ﻻ ﻴﺘوﻗﻊ " (٢) ﻛﻤـﺎ ﻴـرى اﻴﻀـﺎ " ان اﻟﺘﺨـﺎﻟف ﻴﺠﻠـب اﻻﺌـﺘﻼف
٬ ﻤن اﻟﺘﺨﺎﻟف ﻴﺄﺘﻲ اﺠﻤﻝ اﻻﺌﺘﻼف " (٣) .
وﻛﺎﻨت اﻟﻤﻔﺎرﻗـﺔ ( Paradox ) ﺘﻌﻨـﻲ ٬ ﻋﻨـد ارﺴـطو اﻻﺴـﺘﺨدام اﻟﻤـ اروغ ﻟﻠﻐـﺔ ٬
وﻫﻲ ﻋﻨدﻩ ﺸﻛﻝ ﻤن اﺸﻛﺎﻝ اﻟﺒﻼﻏﺔ ٬ وﻴﻨدرج ﺘﺤﺘﻬﺎ اﻟﻤدح ﻓﻲ ﺼﻴﻐﺔ اﻟذم ٬ واﻟـذم ﻓـﻲ
ﺼﻴﻐﺔ اﻟﻤدح (٤) .
واﻗﺘرﻨـت اﻟﻤﻔﺎرﻗـﺔ ﺒﻤـﺎ ﺴـﻤﺎﻩ ( ﻛﺎﻨـت ) ( اﻟﺘرﻛﻴـب اﻻﻋﻠـﻰ ) وﻗﺼـد ﺒـﻪ اﻟـوﻋﻲ
اﻟـذاﺘﻲ ( اﻟﺘ ارﻨﺴـﺘدﺘﺎﻟﻲ ) وﻫـو " اﻟـوﻋﻲ ﺒوﺠـود " اﻨـﺎ اﻓﻛـر " ﻤﻘﺘرﻨـﺔ ﺒﻛـﻝ ﺘﺠرﺒـﺔ.. وﻋـن
طرﻴـق اﻟـوﻋﻲ ﻴﻌـرف اﻻﻨـﺎ اﻟﻤﻔﻛـر ذاﺘـﻪ ﺒوﺼـﻔﻪ ﻤﺘﺼـﻼً وﺤﺎﻀـ اًر ٬ ﻓﻌـﺎﻻً ﻋﻠـﻰ ﻤـدى
ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺘﺠﺎرﺒﻪ " (٥) اﻤﺎ اﻟذات ( اﻟﺘ ارﻨﺴﺘدﺘﺎﻟﻴﺔ ) ﻓﻬﻲ " اﻟـذات اﻟﺴـﻠﺒﻴﺔ اﻟﺘـﻲ ﻻ ﺘﺴـﺘطﻴﻊ
تفاصيل المقالة
![Creative Commons License](http://i.creativecommons.org/l/by-sa/4.0/88x31.png)
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.