ﻋﻣﻭﺩ ﺍﻟﺷﻌﺭ ﻣﻥ ﺭﺅﻳﺔ ﻧﻘﺩﻳﺔ ﻣﻌﺎﺻﺭﺓ
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
ﻟـم ﺘﻛـن ﻗﻀـﻴﺔ " ﻋﻤـود اﻟﺸـﻌر " ﻗﻀـﻴﺔ ﻨﻘدﻴـﺔ ﺤدﻴﺜـﺔ ٬ وﻤـﻊ ذﻟـك ﻛﺜـر ﺘﻨﺎوﻟﻬـﺎ ﻋﻨـد
اﻟﻤﺤـدﺜﻴن ﺘﻛـ ار اًر وﻨﺴـﺨﺎً ﻟـﻶ ارء. إذ ﻟـﻴس ﻤـن اﻟﺴـﻬﻝ أن ﻴﻛـون اﻟﺒﺤـث ﻓـﻲ ﻗﻀـﻴﺔ ﻗدﻴﻤـﺔ دون
ﺘﺠﻨــب ﻤــﺎ وﻗــﻊ ﺒــﻪ اﻵﺨــرون. ﻤﻤــﺎ أوﻗﻌﻨــﻲ ﻓــﻲ ﺤﻴــرة ؛ ﻷن ﻗﻀــﻴﺔ ﻋﻤــود اﻟﺸــﻌر ﺘوﻗﻔــت
طروﺤﺎﺘﻬﺎ ﻋﻨد اﻟﻘدﻤﺎء ﺒﻌد اﻟﻤرزوﻗﻲ ﻋﻨدﻤﺎ اﺴﺘﻨﻔذﻫﺎ ﺒﺎﻟﺘوﻀﻴﺢ.
ٕوان ﻤن ﻛﺘب ﻋﻨﻬﺎ ﻤن اﻟﻤﺤدﺜﻴن ﻟم ﻴزد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺠدﻴداً ﺴوى ﺘﻔﺼـﻴﻼت وﺘﻔﺴـﻴ ارت ﺘﻛـﺎد
ﺘﻛون ﻤﻛررة أو ﻏﻴر ﻤﻘﺒوﻟﺔ ﻛﺎﻟ أري اﻟﻘﺎﺌﻝ:
(( وﻓـﻲ ظﻨﻨـﺎ إن اﻟﻘـدﻤﺎء أ اردوا ﺒﻌﺒـﺎرة ﻋﻤـود اﻟﺸـﻌر "ﻤـﺎ ﻴطﻠـق ﻋﻠﻴـﻪ اﻟﻤﺤـدﺜون اﻟﺼـورة
اﻟﺸﻌرﻴﺔ " ٕوان ﺸﺌﻨﺎ ﻤن اﻟﺘﺤدﻴد ﻗﻠﻨﺎ اﻟﻤﻌﺎﻨﻲ واﻟﺼور اﻟﺘﻲ ﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻬﺎ أﺒو ﺘﻤﺎم ﺸﻌرﻩ ٬ ﻓﺠﺎء
ﻨﻤطﺎً ﻤن اﻟﺸﻌر ﻴﺨﺎﻟف اﻟﻨﻤط اﻟﻘدﻴم )) (١) .
وﻤـﻨﻬم ﻤـن ﻋـرض ﻋﻤـود اﻟﺸـﻌر ﺒﺘﻘﺴـﻴم ﺠدﻴـد وﺒﻤﻀـﻤون ﻗـدﻴم ﻛﺘﻘﺴـﻴم ﻋﻤـود اﻟﺸـﻌر
ﻋﻨد اﻟﺠرﺠﺎﻨﻲ إﻟﻰ ﺜﻼث ﻤﺠﻤوﻋﺎت ( ﺘﻛوﻴﻨﻴﺔ ٬ وﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ٬ ٕواﻨﺘﺎﺠﻴﺔ ) (٢) .
وﻤــﻨﻬم ﻤــن ﻗــﺎرن ﻤﻔﻬــوم ﻋﻤــود اﻟﺸــﻌر اﻟﻘــدﻴم ﻤــﻊ ﻤﺒــدأ أدﻴــب ﻤﻌﺎﺼــر وﻫــو ﻤﺒــدأ
(اﺴـﺘوﻓر). إذ ﻋـﱠد اﺴـﺘوﻓر أن اﻟﺸـﻌر ﺘﺠرﺒـﺔ ﻋﻤﻴﻘـﺔ ﻓـﻲ ﺤـﻴن أن اﻟﻌـرب اﺴـﺘﻨدوا إﻟـﻰ وﺤـدة
اﻟﺒﻴت ﻓﻲ اﻟﺸﻌر وﻟﻴس اﻟوﺤدة اﻟﺸﻌورﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﻴدة ﻛﻤﺎ ﻨﺴﺘﺨﻠص ذﻟك ﻤن ﻤﻔﻬوم اﺴـﺘوﻓر
ﻟﻠﺸﻌر (٣) .
وﻟم ﻨﺠد ﺴﺒﺒﺎً ﻟﻬذﻩ اﻟﻤﻘﺎرﻨـﺔ وﻻ دواﻋـﻲ ﻋﻠﻤﻴـﺔ ﻟـذﻟك. ﻷن ﻋﺼـر اﻟﺘﻨظﻴـر اﻟﻨﻘـدي ﻋﻨـد
اﻟﻌـرب ﻤﺨﺘﻠـف ﺘﻤﺎﻤـﺎً ﻟﻌﺼـر اﻟﺘﻨظﻴـر ﻟﻠﻨﻘـد اﻹﻨﻛﻠﻴـزي ﻓﻀـﻼً ﻋـن اﻟﺒـون اﻟﺸﺎﺴـﻊ ﺒـﻴن ﺒﻨـﺎء
اﻟﻘﺼﻴدة اﻟﻌرﺒﻴﺔ وﺒﻨﺎء اﻟﻘﺼﻴدة اﻹﻨﻛﻠﻴزﻴﺔ.
ﻓﺎرﺘﺄﻴﻨﺎ أن ﻨؤﺸر اﻟﻨواة اﻷوﻟﻰ ﻟﻌﻤود اﻟﺸﻌر ﻓﻲ اﻟﻨﻘد اﻟﻘدﻴم وﻴﻛون ذﻟك ﺒﺘرﺘﻴب زﻤﻨﻲ
اﻓﺘ ارﻀــﻲ ﻨرﺠــو أن ﻴﻛــون ﺼــﺤﻴﺤﺎً. ﻓﺒــدأﻨﺎ ﺒﺎﻟﻤﻔﺎﻀــﻠﺔ اﻟﺸــﻌرﻴﺔ وﻤﺘﺎﺒﻌﺘﻬــﺎ ﺘطورﻴــﺎ ٬ً ﺤﺘــﻰ
اﺴﺘﻘﺎﻤت ﻨظرﻴﺔ ﻨﻘدﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﺸروطﻬﺎ وﻤوﻀوﻋﺎﺘﻬﺎ ٕواﺸﻛﺎﻻﺘﻬﺎ وﻫﻲ " ﻋﻤود اﻟﺸﻌر".
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.