ﻣﻛﺎﻧﺔ ﺍﻟﺳﻳﺎﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺑﺣﺙ ﺍﻟﺩﻻﻟﻲ ﻋﻧﺩ ﺍﻟﻣﻔﺳﺭﻳﻥ
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
ﻤن أﻫم اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﺤدﻴﺜﺔ ﻟد ارﺴﺔ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺴـﻴﺎق ﺒﺄﻨواﻋـﻪ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ ٬ وﻗـد وﺠـد ﻟﻨظرﻴـﺔ
اﻟﺴﻴﺎق دﻋﺎة وﻤؤﻴدون ﻓﻲ اﻟﻐرب واﻟﺸرق ﻨظﱠروا وأ ﱠﺼﻠوا ﻟﻬﺎ اﻟﻘواﻋد واﻷﺼوﻝ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ
اﻟﺤدﻴث (١) .
وﻗـد ﺜﺒـت ﻤـن ﺨـﻼﻝ اﻟد ارﺴـﺎت اﻟﺤدﻴﺜـﺔ ٬ أن اﻟﺴـﻴﺎق ﺒﺄﻨواﻋـﻪ اﻟﻤﻌروﻓـﺔ ﻤـن اﻟﻌﻨﺎﺼـر
اﻟﻤﻬﻤـﺔ اﻟﺘـﻲ ﻻ ﻴﻤﻛـن إﻗﺼـﺎؤﻫﺎ ﻋﻨـد د ارﺴـﺔ اﻟﻤﻌﻨـﻰ ٬ ﻟﻤـﺎ ﻟـﻪ ﻤـن أﻫﻤﻴـﺔ ﻛﺒـرى ﻓـﻲ ﺘﺤدﻴـد
اﻟﻤﻌﻨـﻰ وﺘوﺠﻴﻬـﻪ ٬ ﻷن ﻤﻌظـم اﻟﻛﻠﻤـﺎت ﻟﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻤﻌﺠـم أﻛﺜـر ﻤـن دﻻﻟـﺔ ٬ واﻟـذي ﻴﺤـﱢدد ﻫـذﻩ
اﻟﻤﻌﺎﻨﻲ وﻴﻔﺼﻠﻬﺎ ﻫو اﻟﺴﻴﺎق ﻓﻲ ﻤورد اﻟﻨص (٢) .
وﻴرى أﺼﺤﺎب ﻨظرﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎق ﻤـن اﻟﻤﺤـَدﺜﻴن وﻓـﻲ ﻤﻘـدﻤﺘﻬم اﻟﻌـﺎﻟم اﻹﻨﻛﻠﻴـزي (ﻓﻴـرث)
أ ﱠن ﻤﻌﻨـﻰ اﻟﻛﻠﻤـﺔ ﻫـو اﺴـﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟﻠﻐـﺔ ٬ أو اﻟطرﻴﻘـﺔ اﻟﺘـﻲ ﺘُﺴـﺘﻌﻤﻝ ﺒﻬـﺎ ٬ أو اﻟـدور اﻟـذي
ﺘؤدﻴﻪ. وﻴـرى (ﻓﻴـرث) أﻴﻀـﺎً أ ﱠن اﻟﻤﻌﻨـﻰ: »ﻻ ﻴﻨﻛﺸـف إﻻ ﻤـن ﺨـﻼﻝ ﺘﺴـﻴﻴق اﻟوﺤـدة اﻟﻠﻐوﻴـﺔ ٬
أي وﻀـﻌﻬﺎ ﻓـﻲ ﺴـﻴﺎﻗﺎت ﻤﺨﺘﻠﻔـﺔ« (٣) . وﻴـذﻫب أﺼـﺤﺎب ﺘﻠـك اﻟﻨظرﻴـﺔ إﻟـﻰ ﺤـد اﻟﻤﻐـﺎﻻة ﻓـﻲ
اﻟﺘﺄﻛﻴــد ﻋﻠــﻰ أﺜــر اﻟﺴــﻴﺎق ﻓــﻲ ﺒﻴــﺎن اﻟﻤﻌﻨــﻰ ٬ ﻓﻴﻘوﻟــون: »إ ﱠن اﻟﻛﻠﻤــﺎت ﻻ ﻤﻌﻨــﻰ ﻟﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ
اﻹطﻼق ﺨﺎرج ﻤﻛﺎﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﱠﻨظم« (٤) .
وﻤن دﻋﺎة ﻫذﻩ اﻟﻨظرﻴﺔ أﻴﻀﺎً اﻟﻠﻐو ﱡي اﻟﻔرﻨﺴﻲ (ﺠوزﻴف ﻓﻨدرﻴس) اﻟذي ﻴرى أ ﱠن اﻟذي
ﻴﻌـﱢﻴن ﻗﻴﻤـﺔ اﻟﻛﻠﻤـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺤـﺎﻻت ﻛﻠﻬـﺎ »إﻨﻤـﺎ ﻫـو اﻟﺴـﻴﺎق ٬ إذ أ ﱠن اﻟﻛﻠﻤـﺔ ﺘوﺠـد ﻓـﻲ ﻛـﻝ ﻤـرة
ﺘُﺴـﺘﻌﻤﻝ ﻓﻴﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺠـو ﻴﺤـدد ﻤﻌﻨﺎﻫـﺎ ﺘﺤدﻴـداً ﻤؤﻗﺘـﺎ ٬ً واﻟﺴـﻴﺎق ﻫـو اﻟـذي ﻴﻔـرض ﻗﻴﻤـﺔ واﺤـدة
ﺒﻌﻴﻨﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﻛﻠﻤـﺔ ﺒـﺎﻟرﻏم ﻤـن اﻟﻤﻌـﺎﻨﻲ اﻟﻤﺘﻨوﻋـﺔ اﻟﺘـﻲ ﻓـﻲ وﺴـﻌﻬﺎ أن ﺘـد ﱠﻝ ﻋﻠﻴﻬـﺎ ٬ واﻟﺴـﻴﺎق
أﻴﻀﺎً ﻫو اﻟذي ﻴﺨﻠص اﻟﻛﻠﻤﺔ ﻤن اﻟدﻻﻻت اﻟﻤﺎﻀﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘََدﻋﻬﺎ اﻟذاﻛرة ﺘﺘـ ارﻛم ﻋﻠﻴﻬـﺎ ٬ وﻫـو
اﻟذي ﻴﺨﻠق ﻟﻬﺎ ﻗﻴﻤﺔ ﺤﻀورﻴﺔ« (٥) .
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.