ﺍﻟﺗﺫﻭﻕ ﺍﻟﻔﻧﻲ ﻭﺍﻟﺟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﻭﺣﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺭﺁﻥ ﺍﻟﻛﺭﻳﻡ
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
ﺘﻌد ﻋﻤﻠﻴﻪ اﻟﺘذوق أﻤ ار ﻤﻼزﻤﺎ ﻟﻠﻌﻤﻝ اﻟﻔﻨﻲ ٬ وﻋﻨد اﻟﻘﻴـﺎس واﻟﺤﻛـم ﻋﻠﻴـﻪ ٬ ﻓﺄﻨﻨـﺎ ﻨرﺠـﻊ إﻟـﻰ ﻤﺴـﺘوى
اﻟﺠﻤـﺎﻝ واﻟـرؤى واﻷﻓﻛـﺎر اﻟﺘـﻲ ﻴﺤﻤﻠﻬـﺎ .وأن اﻟﺘﺤـدث ﻋـن ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻟﺘـذوق اﻟﻔﻨـﻲ واﻟﺠﻤـﺎﻟﻲ وﻤﺤﺎوﻟـﺔ
ﻓﻠﺴـﻔﺘﻬﻤﺎ ﻟـﻴس ﺒـﺎﻷﻤر اﻟﺠدﻴـد ﻓـﻲ ﺘـﺄرﻴﺦ اﻟﻔﻛـر اﻹﻨﺴـﺎﻨﻲ ٬ ﺒـﻝ اﻨـﻪ ﻗـد ﻋـوﻟﺞ ﻫـذﻴن اﻷﻤـرﻴن وﻓﻘـﺎ
ﻻرﺘﺒﺎطﻬﻤـﺎ ﺒﺎﻟطﺒﻴﻌـﺔ اﻟﻔﻛرﻴـﺔ واﻟروﺤﻴـﺔ ﻟﻺﻨﺴـﺎن وﺒﺎﻟﺒﻴﺌـﺔ اﻟﻤﺤﻴطـﺔ ﺒـﻪ . وﻫﻛـذا ﻛـﺎن ﻨـزوﻝ اﻟـوﺤﻲ
ﻋﻠــﻰ اﻟﻨﺒــﻲ اﻟﻌرﺒــﻲ اﻟﻛــرﻴم ٬ اﻟﻤﺘﻤﺜــﻝ ﺒــﺎﻟﻘ ارن اﻟﻛــرﻴم ٬ وﺒﺎﻟرﺴــﺎﻟﺔ اﻻﻟﻬﻴــﻪ واﻟﺸــرﻴﻌﺔ اﻹﺴــﻼﻤﻴﺔ
اﻟواﻀﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﺼوص اﻟﻘ ارﻨﻴﺔ ٬ ﻴﺤﺘﺎج إﻟﻰ وﻗﻔﺔ ﺘﺄﻤﻝ ﺤﻀـﺎرﻴﺔ ﻛﺒﻴـرة ﻋﺒـر رؤﻴـﺔ ﺠﻤﺎﻟﻴـﺔ وﺘـذوق
ﻓﻨــﻲ ﻤﻌﺎﺼــر ٬ ﻟﻤــﺎ أ اردﻩ اﷲ (ﺴــﺒﺤﺎﻨﻪ وﺘﻌــﺎﻟﻰ) ﻟﻨﺒﻴــﻪ اﻟﻛــرﻴم وﻟﻠﻌــرب وﻟﻺﻨﺴــﺎﻨﻴﺔ ﺠﻤﻌــﺎء. ﻓــﺄذا
ﻤﺎﺘﺄﻤﻠﻨﺎ اﻟﻨص اﻟﻘ آرﻨﻲ ﻋﻨد ﻗ ارءﺘﻪ ﻓﺄﻨﻪ ﻴﺜﻴر اﻟﻤﺘﻌﺔ واﻟﺒﻬﺠﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻔس اﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ ٬ وﻴﺠﻌﻝ اﻹﻨﺴـﺎن
ﻴﺘﻠوﻩ ﺘﻼوة إﻴﻘﺎﻋﻴﺔ ٬ ﺤﻴث ﻴﻛﻤن ﺠﻤﺎﻝ اﻟﻘ ارن ﻓﻲ ﺒﻨﺎﺌﻪ اﻟﺸﻛﻠﻲ واﻟﺒﻼﻏﻲ وﻤﺤﺘواﻩ اﻟﺘﻌﺒﻴـري ٬ ﻓﻬـو
ﻛﻼم اﷲ (ﺠﻝ ﺠﻼﻟﻪ) ٬ ﻟذﻟك ﻴﺘوﺠب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎرئ أن ﻴظﻬر اﻟﺨﺼﺎﺌص اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺒﺠﻤﻴـﻊ ﻤظﺎﻫرﻫـﺎ
اﻟﻤﺘﻨوﻋﺔ ﻓﻴﻪ ٬ ﻤن ﺨﻼﻝ ﺤﺴن ﺘﻼوﺘﻪ وﺘذوﻗﻪ اﻟﻌﺎم ﻟﻪ وﻓﻬﻤﻪ اﻟﻌﻤﻴق ﻻﻴﺎﺘﻪ اﻟﺤﻛﻴﻤﺔ ٬ ﺒﻤﺎ ﻴﻨﺎﺴب
ﻗدﺴﻴﺘﻪ وﺠﻤﺎﻟﻪ وﺠﻼﻟـﻪ ٬ ﻓﻴوﺼـﻴﻨﺎ اﻟﺒـﺎري (ﻋـز وﺠـﻝ) ﻋﻨـد ﻗ ارءﺘﻨـﺎ ﻟﻠﻘـ ارن اﻟﻛـرﻴم أن ﻨرﺘﻠـﻪ ﺘـرﺘﻴﻼ ٬
ﻟﻘوﻟـــــــــــــــــــــــــــــﻪ ﺘﻌـــــــــــــــــــــــــــــﺎﻟﻰ (ورﺘـــــــــــــــــــــــــــــﻝ اﻟﻘـــــــــــــــــــــــــــــ ارن ﺘـــــــــــــــــــــــــــــرﺘﻴﻼ)
(اﻟﻤزﻤـﻝ ( 4 / .واﻟﻤﺘﺘﺒـﻊ ﻟﻘـ ارءة اﻴـﺎت اﻟـذﻛر اﻟﺤﻛـﻴم واﻟﻤـﺘﻤﻌن ﻓـﻲ ﻤﻌﺎﻨﻴﻬـﺎ وﻤﻀـﺎﻤﻴﻨﻬﺎ ٬ ﻴﺠـد ﻨﻔﺴـﻪ
ﻋﻨدﻤﺎ ﻴﺨﺘم اﻟﻘ ارن اﻟﻛـرﻴم ٬ ﺒﺄﻨـﻪ ﻓـﻲ ﺸـوق ﻟﻠﺒـدء ﺒـﺘﻼوة ﺠدﻴـدة ٬ ﻓﻴـﺎﺘرى ﻟﻤـﺎذا ﻴﺤـدث ﻫـذا اﻟﺸـﻲء؟
ﻓﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻤﺘﻌﺔ اﻟروﺤﻴﺔ واﻟﺒﻬﺠﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻴﺤﺼﻝ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻘﺎرئ ﻤن ﺨـﻼﻝ ﻗ ارءﺘـﻪ ﻵﻴـﺎت
اﻟـذﻛر اﻟﺤﻛـﻴم ٬ ﻓـﺄن ﻛﻼﻤـﻪ ﺘﻌـﺎﻟﻰ ﻴﺒـث اﻟﺒرﻛـﺔ ﻓـﻲ اﻟـروح واﻟـﻨﻔس اﻹﻨﺴـﺎﻨﻴﺔ ﻓﻴﺠﻌﻠﻬـﺎ ﺘﺴـﻤو ﻓـوق
ﻤﺎدﻴـﺎت اﻟﺤﻴـﺎة اﻟـدﻨﻴﺎ وﺘﻠﺘﺠـﺊ إﻟـﻰ ﺨﺎﻟﻘﻬـﺎ وﺒﺎرﺌﻬـﺎ ﻟﺘﺴـﺘﻔﻴض ﻤـن اﻟﻔـﻴض اﻹﻟﻬـﻲ اﻟﻌظـﻴم ٬ وﻋﻨـد
اﻻﺴﺘﻐ ارق ﻓﻲ ﻤﻌﺎﻨﻲ ﻫذﻩ اﻵﻴﺎت وﻓﻲ ﻤﺤﺘواﻫﺎ اﻟروﺤﻲ واﻟدﻴﻨﻲ وﺒﻨﺎﺌﻬـﺎ اﻟﺒﻼﻏـﻲ واﻟﺠﻤـﺎﻟﻲ ﻓﺴـﻴﺠد
اﻟﻘــﺎرئ ﻤﺠﻤوﻋــﺔ ﻤــن أﺴــس وﻗواﻋــد اﻟﺘﻛــوﻴن اﻟﻔﻨــﻲ ذات اﻟﺤﺒﻛــﺔ اﻟﻤﻨظﻤــﺔ ﺘﻨظﻴﻤــﺎ دﻗﻴﻘــﺎ واﻟﻤرﺘﺒــﺔ
ﺒﺼـورة ﻤﺤﻛﻤـﺔ ﺘﺜﻴـر اﻟدﻫﺸـﺔ واﻹﻋﺠـﺎب وﺘﻘـودﻩ إﻟـﻰ ﻤﻌـﺎﻨﻲ وﻤﻀـﺎﻤﻴن ﻻﺒـد ﻟـﻪ أن ﻴﺘـذوﻗﻬﺎ ﻟﻴﺼـﻝ
إﻟﻰ ﻤﺎ ﺘﺼﺒو أﻟﻴﻪ ﻫذﻩ اﻷﻴﺎت ﻤن ﻤﻔﺎﻫﻴم ﺠﻤﺎﻟﻴـﺔ . وﻤـن ﻫـذا اﻟﻤﻨطﻠـق ﻴﺘطـرق اﻟﺒﺤـث إﻟـﻰ ﻤﻔﻬـوم
اﻟﺘذوق اﻟﻔﻨﻲ واﻟﺠﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﺼوص اﻟﻘرآﻨﻴﺔ ٬ ﺤﻴث ﻴﺒرز اﻟﺠﻤﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﻤﻔﻬوم اﻟﻘرآﻨﻲ ﻤن ﺠواﻨب
ﻋدﻴدة ٬ وﻴﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ﻛﻝ رﻛن ﻤن أرﻛﺎن اﻟﻘرآن.
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.