ﺍﻟﻌﺯﻟﺔ ﺍﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ﻟﺩﻯ ﻁﻠﺑﺔ ﺍﻟﻣﺭﺣﻠﺔ ﺍﻹﻋﺩﺍﺩﻳﺔ
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
ﻴﻌد اﻹﻨﺴﺎن ﻛﺎﺌﻨﺎً اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎً ﻴﻤﻴﻝ إﻟﻰ اﻟﻌﻴش وﺴط ﺠﻤﺎﻋﺔ ﻤﻌﻴﻨـﺔ ﻓﻬـو ﺴـوف ﻴﺸـﻌر
ﺒﺎﻷﻤن واﻻﺴﺘﻘ ارر واﻟطﻤﺄﻨﻴﻨﺔ وﺘﺸﺒﻊ ﺤﺎﺠﺘﻪ إﻟﻰ اﻻﻨﺘﻤﺎء وﻴﺠد اﻹﻨﺴﺎن ذاﺘـﻪ ﻤـن ﺨـﻼﻝ ﻫـذا
اﻻﻨﺘﻤـﺎء ﻓﻬﻨـﺎك اﻟﻛﺜﻴـر ﻤـن اﻟﺴـﻠوﻛﺎت اﻟﺘـﻲ ﺘـﻨم ﻋـن طﺒﻴﻌـﺔ اﻹﻨﺴـﺎن اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ وﻤـن ﻫـذﻩ
اﻟﺴــﻠوﻛﺎت اﻟﺘﻌــﺎون واﻹﻴﺜــﺎر واﻟﺘﻛﺎﻓــﻝ اﻻﺠﺘﻤــﺎﻋﻲ وﻋــﺎدة ﻤــﺎ ﺘﺘﻤﻴــز اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻹﻨﺴــﺎﻨﻴﺔ
ﺒﺎﻟﺘﻤﺎﺴك اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ وﻛذﻟك ﻴﻛون ﻫﻨﺎك ﺘﺠﺎذﺒﺎً اﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺎ ﺒﻴن اﻷﻓ ارد.
وﻤــن ﺨــﻼﻝ ﻫــذﻩ اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﻴﻛﺘﺴــب اﻟﻔــرد ﻤﺨﺘﻠــف اﻟﻤﻌــﺎﻴﻴر اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ واﻟﺨﻠﻘﻴــﺔ
واﻻﺘﺠﺎﻫﺎت اﻟﻨﻔﺴـﻴﺔ اﻟﻬﺎﻤـﺔ وﻴـﺘﻌﻠم ﻛﻴﻔﻴـﺔ أن ﻴﺴـﻠك ﺒطرﻴﻘـﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺘواﻓـق ﻋﻠﻴﻬـﺎ اﻟﺠﻤﺎﻋـﺔ
وﻴرﺘﻀـﻴﻬﺎ اﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ. إذ ﻴﺘﺤـوﻝ اﻟﻔـرد ﻤـن ﺨـﻼﻝ ﻫـذا اﻟﺘﻌﺎﻤـﻝ ﻤـن طﻔـﻝ ﻴﻌﺘﻤـد ﻋﻠـﻰ ﻏﻴـرﻩ
ﻤﺘﻤرﻛز ﺤوﻝ ذاﺘﻪ ﻻ ﻴﻬدف ﻓـﻲ ﺤﻴﺎﺘـﻪ إﻻ إﻟـﻰ إﺸـﺒﺎع ﺤﺎﺠﺎﺘـﻪ اﻟﻔﺴـﻴوﻟوﺠﻴﺔ إﻟـﻰ ﻓـرد ﻨﺎﻀـﺞ
ﻴدرك ﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﺴؤوﻟﻴﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ٬ وﻛﻴف ﻴﺘﺤﻤﻠﻬﺎ وﻴﻌرف ﻤﻌﻨﻰ اﻟﻔردﻴﺔ واﻻﺴﺘﻘﻼﻝ وﻴﺴﻠك
ﻤﻌﺘﻤـداً ﻋﻠـﻰ ذاﺘـﻪ ٬ وﻴﺴـﺘطﻴﻊ أن ﻴﻀـﺒط اﻨﻔﻌﺎﻻﺘـﻪ ٬ وﻴـﺘﺤﻛم ﻓـﻲ إﺸـﺒﺎع ﺤﺎﺠﺎﺘـﻪ ﺒﻤـﺎ ﻴﺘﻔـق
واﻟﻤﻌﺎﻴﻴر اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻴدرك ﻗﻴم اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ وﻴﻠﺘزم ﺒﻬﺎ. وﺤﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻴﺴﺘطﻴﻊ أن ﻴﻘﻴم ﻫذا اﻟﺘﻌﻠق
ﻓﺈن ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺒﺄﻋﻀﺎء اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺘﺘﺄﺜر ﺴﻠﺒﻴﺎً ﻓﻴﻨﺴﺤب ﺒﻌﻴداً ﻋﻨﻬم وﻴﻌﻴش ﻓﻲ وﺤدة وﻋزﻟﺔ.
وﺘﻤﺜﻝ اﻟﻌزﻟﺔ اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ Social Isolation ﻤظﻬ اًر ﻤن ﻤظﺎﻫر اﻟﺴﻠوك اﻹﻨﺴـﺎﻨﻲ
ﻟـﻪ ﺘـﺄﺜﻴ ارت ﺨطﻴـرة ﻋﻠـﻰ ﺸﺨﺼـﻴﺔ اﻟﻔـرد وﻋﻼﻗﺘـﻪ ﺒـﺎﻵﺨرﻴن ٬ إذ ﻴﺸـﻴر إﻟـﻰ ﻋـدم ﻗدرﺘـﻪ ﻋﻠـﻰ
اﻻﻨﺨ ارط ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أو ﻋﻠﻰ ﻤواﺼﻠﺔ اﻻﻨﺨ ارط ﻓﻴﻬﺎ ٬ وﻋﻠﻰ ﺘﻘوﻗﻌـﻪ أو ﺘﻤرﻛـزﻩ
ﺤـوﻝ ذاﺘـﻪ ٬ ﻓﻘـد ﺘﻨﻔﺼـﻝ ذاﺘـﻪ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺤﺎﻟـﺔ ﻋـن ذوات اﻵﺨـرﻴن ﻤﻤـﺎ ﻴـدﻝ ﻋﻠـﻰ ﻋـدم ﻛﻔﺎﻴـﺔ
ﺠﺎذﺒﻴﺔ ﺸﺒﻛﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻔرد ﻤن ﺤﻴث ﻋدم اﻻرﺘﺒﺎط ﺒﻴن أﻋﻀﺎﺌﻬﺎ أو اﻻﻏﺘ ارب
ﻓﻴﻤﺎ ﺒﻴﻨﻬم ﻤﻊ ﻏﻴﺎب اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻤﺘﻛﺎﻤﻠﺔ اﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺎً. وﻗـد ﻴرﺠـﻊ ذﻟـك إﻟـﻰ اﻟﺘﻘـدم اﻟﺴـرﻴﻊ اﻟـذي
ﺸـﻬدﺘﻪ اﻟﺤﻴـﺎة ﻓـﻲ اﻵوﻨـﺔ اﻷﺨﻴـرة وﻫـو ﻤـﺎ ﺴـﺎﻫم إﻟـﻰ ﺤـد ﻛﺒﻴـر ﻓـﻲ اﻨﺘﺸـﺎر اﻟﻘﻠـق واﻻﻛﺘﺌـﺎب
ﻓﻀﻼ ﻋن ﺘﺒدد اﻟﻛﺜﻴر ﻤن اﻟﻘﻴم وﺘﺒدﻟﻬﺎ واﻀط ارب اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻨﺴﺎﻨﻴﺔ واﻟﺸﻌور ﺒﻌـدم اﻷﻤـن
اﻟﻨﻔﺴﻲ (ﻤﺤﻤد ٬٢٠٠٠ ٬ ص .(١٩٣
وﺘﺒـرز ﻤﺸـﻛﻠﺔ اﻟﺒﺤــث اﻟﺤـﺎﻟﻲ ﻤــن طﺒﻴﻌـﺔ ﺤﺴﺎﺴـﻴﺔ اﻟﻤرﺤﻠــﺔ اﻟد ارﺴـﻴﺔ (اﻹﻋدادﻴــﺔ)
ﺤﻴث ﻴﻛون ﻫﻨﺎ اﻟطﺎﻟب ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﻗﻠق وﺘوﺘر ﻛوﻨﻬﺎ اﻟﻤرﺤﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻴﺘﺤدد ﻓﻲ ﻀـوﺌﻬﺎ ﻤﺴـﺘﻘﺒﻠﻪ
اﻷﻛـﺎدﻴﻤﻲ ﻓـﻲ دﺨوﻟـﻪ ﻟﻠﺠﺎﻤﻌـﺔ أم ﻻ. وﻟﻬـذا ﻴﺼـﺒﺢ اﻟطﺎﻟـب ﻫﻨـﺎ ﻓـﻲ ﺤﺎﻟـﺔ ﻤـن اﻻﺒﺘﻌـﺎد ﻋـن
اﻵﺨـرﻴن وﺨﺎﺼـﺔ طﻴﻠـﺔ ﻓﺘـرة اﻻﻤﺘﺤﺎﻨـﺎت ﻷﻨـﻪ ﻴﺤـﺎوﻝ أن ﻴﺤﻘـق أﻋﻠـﻰ ﻤﺴـﺘوى ﻤﻤﻛـن ﻤـن
اﻟﻨﺠــﺎح. وﻤــن ﺨــﻼﻝ ﻤــﺎ ﻻﺤظــﻪ اﻟﺒﺎﺤــث أﺜﻨــﺎء زﻴﺎ ارﺘــﻪ إﻟــﻰ اﻟﻤــدارس ﻓــﻲ ﻓﺘــرة اﻟﺘطﺒﻴــق
واﻹﺸـ ارف ﻋﻠـﻰ اﻟطﻠﺒـﺔ وﻤـﺎ ﺴـﻤﻌﻪ ﻤـن إدا ارت اﻟﻤـدارس ﻤـن ﻤﻼﺤظـﺎت ﺤـوﻝ طﻠﺒـﺘﻬم ﻛـون
ﻗﺴم ﻤـن اﻟطﻠﺒـﺔ ﻟـدﻴﻬم ﺤـﺎﻻت ﻴﺒﺘﻌـدون ﻓﻴﻬـﺎ ﻋـن اﻵﺨـرﻴن. ﻟـذا ﻓـﺈن اﻟد ارﺴـﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴـﺔ ﺤﺎوﻟـت
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.