ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻳﻥ ﺍﻟﻣﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺷﻛﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻧﺣﺕ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﺍﻟﻣﻌﺎﺻﺭ
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
ﺒـدأ اﻟﻨﺤـت اﻟﻌ ارﻗـﻲ اﻟﻤﻌﺎﺼـر ﺒـﺎﻟظﻬور ﺒﻌـد اﻷرﺒﻌﻴﻨـﺎت ﻤـن اﻟﻘـرن اﻟﻤﺎﻀـﻲ ٬ وﻤـن
اﻟﻤﻌروف إن ﻫـذﻩ اﻟﻤرﺤﻠـﺔ اﻤﺘـﺎزت ﺒﺘﻐﻴـ ارت اﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ وﻓﻨﻴـﺔ ﻛﺜﻴـرة أﺜـرت ﺒﺼـورة ﻤﺒﺎﺸـرة ﻓـﻲ
ﻤﺴــﺘوى اﻟﻨﺘــﺎج اﻟﻨﺤﺘــﻲ ٬ ﻤــن ﺤﻴــث اﻟﻤﺴــﺘوى واﻷﺴــﻠوب إذ ﻟــم ﺘﻌــد اﻟﻤــﺎدة واﻟﺸــﻛﻝ ﻀــﻤن
اﻟﻤﻔﻬـوم اﻟﺘﻘﻠﻴـدي. ﺒـﻝ أﺼـﺒﺤت ﺼـﻔﺔ ﻤـن ﺼـﻔﺎت اﻟواﻗـﻊ اﻟﻤﺘطـور اﻟ ازﺨـر ﺒـﺎﻟﻤواد اﻟﺠدﻴـدة
واﻟﻐرﻴﺒـﺔ ﺠﺎرﻓـﺔ اﻟﻨﺤـت ﻋـن ﻤﺴـﺎرﻩ اﻟﻛﻼﺴـﻴﻛﻲ ﺒﻤﺴـﺎ ارت ﺠدﻴـدة وﻤﺜﻴـرة ﺸـﻛﻠﻴﺎً وﻏرﻴﺒـﺔ ﻓﻛرﻴـﺎ ٬ً
ﻤﻛوﻨـﺔ ﻋﻼﻗـﺎت (ﺸـﻛﻠﻴﺔ ﻤﺎدﻴـﺔ) اﻋﺘﻤـدت ﺒﺎﻷﺴـﺎس ﻋﻠـﻰ ﺨﺒـرة اﻟﻔﻨـﺎن ﻓـﻲ إﺒـداع أﻋﻤـﺎﻝ ﻓﻨﻴـﺔ
ﻤﻌﺒرة ﻋن ﺘﺠرﺒﺘﻪ اﻟذاﺘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤواءﻤـﺔ ﺒـﻴن ﻫـذﻴن اﻟﻌﻨﺼـرﻴن ﻓـﻲ اﻟﻤﻬـﻴﻤن ﻓـﻲ إﺨـ ارج اﻟﻨﺘـﺎج
اﻟﻨﺤﺘﻲ .
أﺼﺒﺤت ﻟﻠﻔﻨﺎن اﻟﻌ ارﻗﻲ اﻟﻤﻌﺎﺼر ﺨﺼوﺼﻴﺔ ﺤﺎﻀرة ﻓـﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴـر اﻟﻔﻨـﻲ ٬ إﻨـﻪ ﻴﺤﻤـﻝ
روح اﻟﻌﺼـر اﻟـذي ﻴﻌﻴﺸـﻪ ﻓﻀـﻼً ﻋـن اﻟﺘطـور اﻟﺘﻘﻨـﻲ اﻟـذي ﻴواﻛﺒـﻪ ﻤـن دون أن ﻴﻔﻘـد ﺠـذورﻩ
اﻟﻔﻨﻴـﺔ اﻷﺼـﻴﻠﺔ اﻟﻤﻤﺘـدة ﻋﺒـر آﻻف اﻟﺴـﻨﻴن ٬ أي إن اﻟﻤوازﻨـﺔ ﺒـﻴن اﻟﻤـوروث اﻟﺤﻀـﺎري وروح
اﻟﻌﺼـر اﻟﺤـﺎﻟﻲ ﺒـرزت ﺒﺼـورة ﺠﻠﻴـﺔ ﻤـن ﺨـﻼﻝ ﻗدرﺘـﻪ ﻓـﻲ اﻹﺒـداع واﻟﺘﺤـوﻝ ﻤـن ﺨـﻼﻝ ﻓﻬﻤـﻪ
ﻟﻤﺸﻛﻠﺔ اﻟﻤﺎدة واﻟﺸﻛﻝ وﺘﺤﻘﻴـق اﻟﺘﺠـﺎﻨس اﻟﻔﻌﻠـﻲ ٕواذاﺒﺘﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻘﺎﻟـب اﻟﺘﺸـﻛﻴﻠﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺘﻐﻴـ ارت
ﺒدأت ﺘﺄﺨذ ﻤﻛﺎﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﺤـت اﻟﻌ ارﻗـﻲ اﻟﻤﻌﺎﺼـر ﺒﻌـد ﻨﻬﺎﻴـﺔ اﻟﻌﻘـد اﻟ ارﺒـﻊ ﻤـن اﻟﻘـرن اﻟﻤﺎﻀـﻲ
إذ ﺒدا ﺘوﺠـﻪ اﻟﻔﻨـﺎن ﻴﻨﺼـب ﻓـﻲ اﺴـﺘﻐﻼﻝ ﻛـﻝ اﻹﻤﻛﺎﻨﻴـﺎت اﻟﻤﺎدﻴـﺔ ﻤﺴـﺘﻔﻴداً ﻤـن ﻋـﺎﻤﻠﻲ اﻟﻨـدرة
واﻟﺘﻨـوع ﻓـﻲ اﻟﻌﻤـﻝ اﻟﻨﺤﺘـﻲ ٬ ﻓﻀـﻼً ﻋـن دور اﻟﺘﻘﻨﻴـﺔ وﻤـﺎ ﺘﺴـﻬم ﺒـﻪ ﻓـﻲ ﻋﻤﻠﻴـﺔ اﻟﺒﻨـﺎء اﻟﻔﻨـﻲ ٬
ﻤﺴـﺘﻌﻴﻨﺎً ﺒﻤـواد ﻤﺤﻠﻴـﺔ وأﺨـرى ﻤﺴـﺘوردة إن أﻤﻛـن اﻟﻘـوﻝ ﻓﺎﺘﺤـﺎً ﺒـذﻟك اﻟﻤﺠـﺎﻝ ﻟـدﺨوﻝ ﻋﺼـر
ﺠدﻴـد ﻤﻠـﺊ ﺒﺎﻹﺜـﺎرة واﻟﻤﺘﻌـﺔ اﻟﺠﻤﺎﻟﻴـﺔ ﻤرﺘﻛـ اًز ﻋﻠـﻰ اﻟﻘـدرة ﻓـﻲ اﻟﻤواءﻤـﺔ ﺒـﻴن ﻋﻨﺼـري اﻟﻤـﺎدة
واﻟﺸﻛﻝ .
ﻨﻔﻬم ﻤﻤﺎ ﺘﻘدم إن ﻓرض ﺸروط ﺸﻛﻝ ﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻤﺎدة ﻤﺎ وﻓـرض ﺸـروط ﻤـﺎدة ﻤـﺎ ﻋﻠـﻰ
ﺸـﻛﻝ ﻤـﺎ أﺼـﺒﺢ ﻤﻤﻛﻨـﺎً (ﻋﻠـﻰ اﻟـرﻏم ﻤـن اﻟﺘﻔـﺎوت ﺒﺎﻟﻤﻬـﺎ ارت اﻟﻔردﻴـﺔ ﻟﻠﻔﻨـﺎن) ﺒﺴـﺒب ﻛﻔـﺎءة
اﻟﻔﻨﺎن ﻓﻲ إﻗﺴﺎر اﻟﻤواد وﺼﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺒودﻗﺔ اﻟﻘﺎﻟب اﻟﻨﺤﺘﻲ ٬ ﻓﻀﻼً ﻋن ط ارﺌق ﻤوﺠودة ﻤﻌﺎﻟﺠﺔ
ﻫذﻩ اﻟﻤواد واﻟﺘﻼﻋب ﻓﻲ ﺨواﺼﻬﺎ اﻟﺸﻛﻠﻴﺔ.
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.