ﺍﻟﻌﻭﻟﻣﺔ ﻭﺍﻟﻣﺳﺭﺡ ﻣﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﻧﻅﺭﻳﺔ ﻭﺗﻁﺑﻳﻘﺎﺕ ﻗﺑﻠﻳﺔ
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
إن ﻏﺎﻟﺒﻴــﺔ اﻟﺘﻌرﻴﻔــﺎت اﻟﺘــﻲ ﺘﻨﺎوﻟــت ﻤﺎﻫﻴــﺔ اﻟﻌوﻟﻤــﺔ ﻤﺘﺸــﻌﺒﺔ وﻤﺘﻌــددة وﺘﻨﺤــﺎز ﺒﻬــﺎ ﻨﺤــو
اﻹﺸﻛﺎﻟﻴﺔ ٬ ذﻟك أن ﺤﺘﻤﻴﺔ اﻟﺠدﻝ واﻟﻤﺴﺎﺠﻠﺔ ﺤوﻝ ﺤدودﻫﺎ وﻤﺴـﺎﺤﺘﻬﺎ واﻟﻔﻀـﺎءات اﻟﻤﺘﻐـﺎﻴرة
ﻤﺎﺒﻴﻨﻬﺎ ٬ ﻤﻨﺤت اﻟﺒﺎﺤﺜﻴن ﻓﺴﺤﺔ ﻟﺘﺄوﻴﻠﻬﺎ اﺴﺘﻨﺎداً ﻟﺨﺼوﺼﻴﺎﺘﻬم وﺒﻨﺎءاﺘﻬم اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ واﻟﻔﻛرﻴـﺔ ٬
وأﻨﻤﺎط اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻤﺘداوﻟـﺔ ﻓـﻲ أﺴـواق اﻟﻤﻌرﻓـﺔ ٬ ﻛـﻝ ﻫـذﻩ اﻟـذاﺘﻴﺎت ﺘؤﺸـر ﺘﺼـو ارت ﻓـﻲ اﻟـذﻫن
ﺘﺨﻠص إﻟﻰ ﻋﻼﻤﺎت اﺴﺘﻔﻬﺎم ﻤﺘﺤﻴرة وﻤﺘﺴﺎﺌﻠﺔ ٬ ﻤـﺎذا ﺘﻌﻨـﻲ اﻟﻌوﻟﻤـﺔ ؟ وﺨﺼوﺼـﺎً ﻓـﻲ إطـﺎر
اﻟوﻋﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ وأﻨﻤﺎط اﻻﺘﺼﺎﻝ وﻤﻨﻬﺎ اﻟﻤﺴرح ٬ ﻫﻝ ﻫﻲ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ اﻟﺒﻨﻰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻟﺤدﻴﺜﺔ ؟ أم
ﻫـﻲ ﺘﺠـﺎوز اﻟﺤـدود ﺒـﻴن ﻤـﺎ ﻫـو ﻤﺤﻠـﻲ وﻗـوﻤﻲ وﻋـﺎﻟﻤﻲ ؟ أم ﻫـﻲ ﻤﺸـروع ﺘﺄﺴـﻴس ﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ
أﺤﺎدﻴﺔ ﺠﺎﻤﻌﺔ وﻤﻐﺎﻴرة ﻟﻤﺎ ﻫو ﺴﺎﺌد ؟ أم ﻫﻲ ﻓرض ﻨﻤط ﻀد ﻨﻤط؟ أم ﺼ ارع ﻤدﻨﻴﺔ ﺤدﻴﺜـﺔ
ﻤﻊ ﺤﻀﺎ ارت أﺼﻴﻠﺔ ﺘ ارﻛم وﻋﻲ أﺠﻴﺎﻟﻬﺎ ﻋﺒر اﻟزﻤن ﺘﻨﺎﺼـﺎً ﻓﻛـون ﻤﻨﻬﺠـﺎً ﻤﻔﺎﻫﻴﻤﻴـﺎً ﻟﻠظـواﻫر
اﻟﻤﻌﻠﻨﺔ ٬ واﻟﻤﺎو ارﺌﻴﺎت اﻟﻤﺴﺘﺘرة ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟواﻋﻴﺔ واﻟﻼ واﻋﻴﺔ ﺒﻴن أﻓ ارد اﻟﻤﺠﺘﻤﻌـﺎت اﻟﻤﺘﻌـددة
داﺨﻝ إطﺎر اﻷﻤﺔ اﻟواﺤدة واﻟﺘﻲ ﺘﻨوﻋت ﻤﻨﻬﺠﻴﺎﺘﻬﺎ وﻤﻔﺎﻫﻴﻤﻬـﺎ رﻏـم اﻋﺘﻤﺎدﻫـﺎ ﻗواﻋـد ﻤﺸـﺘرﻛﺔ
ﻓـﻲ اﻟﺘﺄﺴـﻴس واﻟﺘﺠـذﻴر ٬ أم ﻫـﻲ ﺘﺒـﺎدﻝ ﻤﺼـﻠﺤﺎﺘﻲ ﺒـﻴن ﺜﻘﺎﻓـﺔ وأﺨـرى ﻤـﻊ اﻻﻋﺘـ ارف ﺒـﺎﻟﺤق
ﻟﻛﻝ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺒﺎﻻﺴﺘﻤ ارر واﻟﻐﻨﻰ وﻓق اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻘواﻨﻴن اﻟﺘوارﺜﻴﺔ اﻻﺨﺘﻼﻓﻴـﺔ اﻟﺘـﻲ ﺠـذرﺘﻬﺎ ﻓـﻲ
أﻟذات اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻟﻘوﻤﻴﺔ .
وﺒﻌـد ﻫـذﻩ اﻟﺘﺴـﺎؤﻻت ﻛﻴـف ﺘـ ارءت ﺼـورة اﻟﻌوﻟﻤـﺔ وﺠوﻫرﻫـﺎ وﻤﺤﻴطﻬـﺎ ﻓـﻲ ذﻫـن اﻟﻤـواطن
اﻟﻌرﺒﻲ ﻋﻤوﻤﺎ واﻟﻤﺜﻘف ﺨﺼوﺼﺎ ؟:-
ﻟـو ﺘﻨﺎوﻟﻨـﺎ آ ارء اﻟﻤﺜﻘﻔـﻴن اﻟﻌـرب ﻟﺨﻠﺼـﻨﺎ إﻟـﻰ أﻨـﺔ وﻤـرة أﺨـرى ﻴﺤﺼـﻝ اﻨﺸـطﺎر ﻓـﻲ اﻟـذﻫن
اﻟﻌرﺒﻲ ٬ ﻴوﻟـد أزﻤـﺔ ﺠدﻴـدة ﻓـﻲ اﻟﺜﻘﺎﻓـﺔ اﻟﻌرﺒﻴـﺔ ٬ أزﻤـﺔ طرﻓﺎﻫـﺎ ﻤـن ﻫـو ﻤﺘﺠـﺎﻨس ﻤـﻊ ﻤﻔـﺎﻫﻴم
اﺒﻬرﺘـﺔ ﺼـورﻫﺎ ﻓـ ارح وﺒﺎﺴـم اﻟﺤداﺜـﺔ ٬ ﻴﺘﺤـزب ﻟﻔﻛـرة ﻟـم ﺘﻛﺘﻤـﻝ ﺒﻌـد ﺨطوطﻬـﺎ اﻷوﻟﻴـﺔ ٬ وﻟـم
ﻨﺘﻠﻤس ﺨﺼﺎﻟﻬﺎ إﻻ ﻤن ﺨﻼﻝ دﻋوات ورؤى ٕواﻴﻘﺎﻋﺎت ﻤﺘﻨﺎﻓرة ﺴﺎﺤت ﻓوق أﺴطﺢ اﻟﻤﺠـﻼت
واﻟﺼـﺤف اﻟﻌرﺒﻴـﺔ ٬ ﺤﺘـﻰ ﺼـﺎرت أطﻴـﺎف وأﺤـﻼم ﺒﻌـض ﻤﻨﺘظرﻴﻨـﺎ وﻤﺜﻘﻔﻴﻨـﺎ ﻤﺼـد اًر ﻹﻗـ ارر
ﻤﺒﺎدﺌﻬﺎ رﻏم ﻋدم ﻤﻌﺎﻴﺸﺘﻬم ﻟظروف ﻨﺸﺄﺘﻬﺎ ٬ ورﻏم ﻋﻨﺎدﻫم ﻤﻊ ذاﺘﻬم واﻵﺨرﻴن ﻓـﻲ ﺘطـرﻓﻬم
واﻨﺤﻴﺎزﻫم ﻟﻬﺎ دون وﻋﻲ ٕواد ارك ﻟﻤﺎ ﺴﺘؤوﻝ إﻟﻴﻪ ﻏداً.
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.