التصوف في دراسات المستشرقين

الملخص

أولاً: مفهوم التصوف
للوصول الى معرفة أصل التصوف ونشأته تعرضت لمعنى كلمة ( تصوف + صوفي + صوفية ).

تعددت التعاريف في حد التصوف ورسمه نورد بعضا منها :-
قال دريم بن محمد البغدادي(" (( التصوف مبني على ثلاث خصال ؛ التمسك بالفقر والافنقار والتحقق
بالبذل وترك الغرض والاختيار ))©.

وسئثل الجنيدا عن التصوف ؛ فقال : تصفية القلب عن موافقة البرية ومفارقة الاخلاق الطبيعية؛
وإخماد الصفات البشرية ؛ ومجانية الدواعي النفسانية ومنازلة الصفات الروحية والتعلق بالعلوم
الحقيقية . واستعمال اولى على الأبدية والنصح لجميع الامة والوفاء لله على الحقيقة وإتباع الرسول
(ص) في الشريعة".

فجميع المعاني كلها من التخلي عن الدنيا وعزوف النفس عنها وترك الأوطان ولزوم الأسفار ومنع
النفوس حظوظها وصفوة الأسرار وانشراح الصدور . وصوفي على زنة عوفي أي عافاه الله
فعوفي©).

والصوفي واحد والجماعة صوفية ومن يتوصل الى ذلك متصوف والجماعة متصوفة. أما اشتقاق
لفظة (تصوف): فالقشيري يقول (( ولا يشهد لهذا الاسم اشتقاق من جهة العربية ولا قياس والظاهر انه
لقب ومن قال اشتقاقه من الصفاء أو من الصفة فبعيد من جهة القياس اللغوي))©).

فالاشتقاق يحتمل أكثر من رأي: فهناك من نسب الكلمة الى (صوفية) وهو أسم رجل كان قد انفرد
بخدمة الله سبحانه وتعالى عند بيته الحرام واسمه الغوث بن مر. فانتسب الصوفية اليه لمشابهتهم اياه
في الانقطاع الى الله).