جمالية القصة القرانية - قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام انموذجا

الملخص

عندما خلق الله تعالى الخلق لم يتركهم يتخبطون في ظلمات الجهل ومتاهات الضلال ؛ بل أرسل
اليهم رسلا يهدونهم الى الحق ويحذرون من مهاوي الردى ءوأختص منهم أولي العزم وفضلهم على
غيرهم و منهم خليل الرحمن ، أبو الانبياءإبراهيم (عيه سدم ، الذي أثنى عليه ربه وأمر نبينا بإتباعه إذ
قال : (( إن إبراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين ؛ شاكرا لانعمه إجتباه وهداه الى
صراط مستقيم ؛ واتيناه في الدنيا حسنة وانه في الاخرة من الصالحين . ثم أوحينا إليك أن إتبع ملة
إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين )") ؛ ولقد ذكر إيراهيم (عيه سدم تسعا وتسعين مرة في القرآن
الكريم موزعة على خمسة وعشرين سورة © .وهنا سأعرض لجماليات قصة سيدنا إيراهيمرعيه سد,
)التي تظهر في سيرته على وفق ماورد في القرآن الكريم .

والقرآن المصدر الأساسي للتشريع ؛ وقد أتى بالقصة ومشاهد الدنيا والاخرة باسلوب معجز وصور
جمالية ذات تصوير أدبي دقيق؛ ولعل الجاحظ (ت255ه) أول من وضح الجمالية القرآنية في نسقه
البعيد ونظمه الجميل!؛ وتابعه في ذلك الخطابي (ت388ه) ولكن عبرجمالية الالفاظ وإن لم يهمل
دور المعاني في تاثيرها في المتلقي‘). أما الباقلاني (403ه) فينوه بخاصية الجمالية في أنماط
القرآن جميعها من غير تفاوت ولاتباين وهي جمالية النظم العجيبة التي يعجز عن أمثالها أرباب
القصاصة والأدب! . وقد نبه الجرجاني (ت 482ه) فيما بعد الى إنبهار العرب بجمال منفرد
للقرآن الذي يسري في الفاظه وآيه وسوره ومقاطعها؛ عليه فالجمالية القرآنية هي علم الجمال القرآني