ﺍﻟﺑﻧﻳﺔ ﺍﻹﻳﻘﺎﻋﻳﺔ ﺧﺭﻗﺎً ﺩﻻﻟﻳﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺻﻳﺩﺓ ﺍﻟﺭﻭﻣﺎﻧﺳﻳﺔ ﺍﻟﺣﺩﻳﺛﺔ -إﻴﻘﺎع ﻤﺘﻔﺎﻋﻠن ﻤﺼداﻗﺎً-
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
ُﺸﻐﻠت اﻟد ارﺴﺎت اﻟﻤﻌﺎﺼرة ﺒﺎﻹﻴﻘﺎع اﻟﺸﻌري ﻟﻛوﻨﻪ ﻴﻤﺜّﻝ ﺠﺎﻨﺒﺎً ﺤﻴوﻴﺎً ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻴﺔ
اﻟﺸﻌرﻴﺔ وﻓﻲ ﺘﻌﻤﻴق اﻟدﻻﻟﺔ وﺤﺎوﻟت ﺘﻠك اﻟد ارﺴﺎت اﻟوﺼوﻝ إﻟﻰ ﻋﻨﺎﺼر اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻹﻴﻘﺎﻋﻴﺔ
وﻤﻘوﻤﺎﺘﻬﺎ وﺼوﻻً إﻟﻰ ﻤﺎﻴﻌﺘري اﻟﺸﺎﻋر ﻤن وﻗﻔﺎت ﺸﻌورﻴﺔ وﺘوﺘ ارت ﻋﺎطﻔﻴﺔ.
إ ّن اﻹطﻼع اﻟدﻗﻴق ﻋﻠﻰ اﻵ ارء اﻟﻛﺜﻴرة اﻟﺘﻲ ﺘﻨﺎوﻟت اﻹﻴﻘﺎع ﻴؤﻛد اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﺨطﻴرة
ﻟﻺﻴﻘﺎع ﻓﻲ اﻟﺸﻌر ﻓﻬو ﻴﺸﻛﻝ ﻤﺤو اًر ﺠوﻫرﻴﺎً ﻓﻲ دﺨﺎﺌﻝ اﻟﺸﻌر إذ ﻫو "اﻟﺸرط اﻷوﻝ ﻟﺘﺤرر
اﻟﻔﻨﺎن وﺨروﺠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ﻓﻲ اﺴﺘﻌﻤﺎﻝ أدوات اﻻﺘﺼﺎﻝ اﻟﻌﺎدﻴﺔ واﻛﺘﺸﺎﻓ ِﻪ ﻷدواﺘﻪ
اﻟﺨﺎﺼﺔ" (١) .
وﻻﺒد ﻟﻨﺎ ﻤن أن ﻨؤﺸر ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻠﺔ ﻤن ﻫذﻩ اﻟﻤﻔﺎﻫﻴم ﻟﺘﺘﻛون ﻟﻨﺎ ﺼورة دﻗﻴﻘﺔ ﻋﻨﻪ
ﻓﺎﻹﻴﻘﺎع "ﺘرﺘﻴب ﻟﻠﺨﺼﺎﺌص اﻟﺼوﺘﻴﺔ أو ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻨﺴق ﻤﻌﻴن ﺒﺤﻴث ﺘﺘردد ﻓﻲ اﻷﺴﻠوب
اﻟﻛﻼﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺎﻓﺎت زﻤﻨﻴﺔ ﻤﺘﺴﺎوﻴﺔ أو ﻤﺘﺠﺎوﺒﺔ … وﻤن ﻤﺠﻤوع ﻤّارت ﻫذا اﻟﺘردد ﻓﻲ
اﻟﺒﻴت اﻟواﺤد ﺘﺘﻛون ﺼورة اﻹﻴﻘﺎع" (٢) وﻫذا ﻴﻌﻨﻲ ان اﻹﻴﻘﺎع ﻫو أﺒﺴط ﺼورة ﻤن ﺼور
اﻟوزن ﺒﻤﻌﻨﻰ اﻨﻪ ﻴﻌﺘﻤد ﻨﺴﻘﺎً دﻗﻴﻘﺎً ﻤن ﻤﻔردات ﻛﻼﻤﻴﺔ ذات ﺨﺼﺎﺌص ﺼوﺘﻴﺔ ﻤﺘﻘﺎرﺒﺔ أو
ﻤﺘﺸﺎﺒﻬﺔ ﺘﻨﺘظم ﻤﻊ ﺒﻌﻀﻬﺎ ﻋﻠﻰ وﻓق ﻤﺴﺎﻓﺎت زﻤﻨﻴﺔ ﻤﺘﺴﺎوﻴﺔ ٬ وﻴرى آﺨرون أ ّن اﻹﻴﻘﺎع
"ﺘﻤﺜﻠﻪ اﻟﺘﻔﻌﻴﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤر اﻟﻌرﺒﻲ ٬ ﻓﺤرﻛﺔ ﻛﻝ ﺘﻔﻌﻴﻠﺔ ﺘﻤﺜﻝ وﺤدة إﻴﻘﺎع اﻟﺒﻴت أﻤﺎ اﻟوزن ﻓﻬو
ﻤﺠﻤوع اﻟﺘﻔﻌﻴﻼت اﻟﺘﻲ ﻴﺘﺄﻟف ﻤﻨﻬﺎ اﻟﺒﻴت" ٬ (٣) ﻓﺎﻟﺘﻔﻌﻴﻠﺔ وﺤدة إﻴﻘﺎﻋﻴﺔ ﻴﻌﺘﻤدﻫﺎ اﻟﺒﺤر
واﻟﺘﻔﺎﻋﻴﻝ ﺘﻛّون وﺤدات زﻤﻨﻴﺔ ﻤﺘﺴﺎوﻴﺔ ذات ﺤرﻛﺎت وﺴﻛﻨﺎت ﺘﺸﻛﻝ ﺼﻠب اﻟزﻤن
اﻹﻴﻘﺎﻋﻲ ٬ واﻹﻴﻘﺎع ﻋﻨد آﺨرﻴن ﻴﻤﺜّﻝ ﻨظﺎﻤﺎً ﻏرﻴزﻴﺎً ﻴﻌﺘﻤد اﻹﺤﺴﺎس واﻻﻨﻔﻌﺎﻝ ﺘﻘود إﻟﻴﻪ
اﻟﻔطرة ٬ ﻓﻬو "ﻋﺒﺎرة ﻋن ﺘردﻴد وﺘﻨﺎوب ﻤﺘﻨﺎﺴق ﻟﻠﻤﻘﺎطﻊ ﻴﺤ ُﺴﻪ اﻟﺸﺎﻋر ﺒﻔطرﺘﻪ إﺤﺴﺎﺴﺎً
ﻏرﻴزﻴﺎً" (٤) . واﻹﻴﻘﺎع ﻓﻲ ﺘﻌرﻴﻔﻪ اﻟﺸﺎﻤﻝ اﻟدﻗﻴق "ﻨﺴق ﻴﺨﻀﻊ ﻟﻨظﺎم ﻤوﺴﻴﻘﻲ ﺨﺎص ﻴﺴﺘﻌﻤﻠﻪ
اﻟﺸﺎﻋر ﻓﻲ ﺠﻤﻴﻊ أﺠ ازء اﻟﻌﻤﻝ اﻷدﺒﻲ ﻋن طرﻴق ﺘﻘﺴﻴﻤﻪ إﻟﻰ وﺤدات ﻤؤﺘﻠﻔﺔ ﺘﺘﻛرر ﻋﻠﻰ
ﻨﺴق رﺘﻴب ﻴﺠﺘﻤﻊ ﻟﻔن اﻟﺸﻌر أﻫم أرﻛﺎﻨﻪ وﻫو اﻟﻤوﺴﻴﻘﻴﺔ اﻟﺠزﺌﻴﺔ واﻟﻤوﺴﻴﻘﻴﺔ اﻟﻛﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.