ﻋﺑﺩ ﺍﻟﺭﺣﻣﻥ ﺟﺎﻣﻲ ﺍﺳﺗﻌﺭﺍﺽ ﻵﺭﺍﺋﻪ ﺍﻟﻔﻠﺳﻔﻳﺔ ﻭﺍﻟﻛﻼﻣﻳﺔ ﻭﺍﻟﺻﻭﻓﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ ﺍﻟﺩﺭﺓ ﺍﻟﻔﺎﺧﺭﺓ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﻳﻕ ﻣﺫﺍﻫﺏ ﺍﻟﺻﻭﻓﻳﺔ ﻭﺍﻟﺣﻛﻣﺎء
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
اذا رﺘﺒطت وﺤـدة اﻟوﺠـود و أﺨـذت ﺼـورﺘﻬﺎ اﻟﻛﺎﻤﻠـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺘﺼـوف اﻹﺴـﻼﻤﻲ ﻋﻠـﻰ ﻴـد ﻤﺤـﻲ
اﻟـدﻴن ﺒـن ﻋرﺒـﻲ(ت ٦٢٨ ﻫــ ). ﻓﻠـﻴس ﻤﻌﻨـﻰ ﻫـذا اﻨـﻪ اﺒﺘـدﻋﻬﺎ ﻤـن ﻨﻔﺴـﻪ . ﻓﻠـم ﺘﻛـن ﻫﻨﺎﻟـك
ﻗطﻴﻌﻪ اﺴﺘﻴﻤوﻟوﺠﻴﻪ ﺒﺎﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻔوﻛوي ﻟﻠﻤﺼطﻠﺢ أو ظﻬور اﻨﻌطﺎﻓﻪ ﺠدﻴدﻩ ﻓﻲ ﻤﻨﺤﻰ اﻟﻔﻛـر
اﻟﻔﻠﺴـﻔﻲ واﻟﺼـوﻓﻲ . إذ ﻨﺠـد ﻓـﻲ ﺘـﺎرﻴﺦ اﻟﺘﺼـوف اﻹﺴـﻼﻤﻲ ﺒـداﻴﺎت ﻤﻬـدت ﻟظﻬـور ﻨظرﻴـﺔ
وﺤـدة اﻟوﺠـود ﻤﺜـﺎﻝ ﻤـﺎ ﻨﺠـدﻩ ﻤـن ﺤـﺎﻻت اﻟﻔﻨـــﺎء ﻋﻨـد اﻟﺒﺴـطﺎﻤﻲ (ت ٢٦١ ﻫــ) واﻟﺤـﻼج (ت
٣٠٩ ﻫـ) .(١)
وان ﻛﺎﻨت ﺤﺎﻟـﺔ اﻟﻔﻨـﺎء اﻟﺼـوﻓﻲ ﻨﺘﻴﺠـﺔ ﺤـﺎﻻت ذوﻗﻴـﻪ ﺒﻤﻌﻨـﻰ إﻨﻬـﺎ ﻓرﻴدﻴـﺔ ﺨﺎﺼـﺔ وﻤؤﻗﺘـﻪ إﻻ
أﻨﻬـﺎ ﻛﺎﻨـت ﻤـن اﻟﻤرﺠﻌﻴـﺎت اﻻﺴﺎﺴـﻴﻪ ﻟﺘدﺸـﻴن وظﻬـور ﻨظرﻴـﻪ وﺤـدة اﻟوﺠـود. وﻤـﺎ ﻨﺠـدﻩ ﻋﻨـد
اﺒـن ﻤﺴـرة ﻓـﻲ ﻤذﻫﺒـﻪ اﻟﺼـوﻓﻲ أو اﻟﺒطﻨـﻲ أو ﻤـﺎ ﻴـدﻋﻰ ﺒﺎﻻﺒﺎذوﻗﻠﻴﺴـﻴﺔ اﻟﻨﺘﺤﻠـﺔ (٢) . ﺘﻤﺜـﻝ
أﻴﻀﺎ اﻟﺠذور اﻷوﻟـﻰ ﻟﻬـذﻩ اﻟﻨظرﻴـﺔ (ﻨظرﻴـﺔ وﺤـدة اﻟوﺠـود) ٬ ﻻ ﺒـﻝ ﻨﺴـﺘطﻴﻊ اﻟﻘـوﻝ ان ﻨظرﻴـﺔ
وﺤـدة اﻟوﺠـود ﻻ ﺘﻘﺘﺼـر ﻋﻠـﻰ اﻟﻔﻛـر اﻻﺴـﻼﻤﻲ ﻓﺤﺴــب ﺒـﻝ ﻛـﺎن ﻟﻬـﺎ روادﻫـﺎ ﻤـن اﻟﻤﻔﻛـرﻴن
واﻟﻔﻼﺴﻔﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﻛر اﻻﻨﺴﺎﻨﻲ ﻋﻤوﻤﺎ ﻗﺒﻝ وﺒﻌد اﺒـن ﻋرﺒـﻲ ﻤﺜـﺎﻝ ﻤـﺎ ﻨﺠـدﻩ ﻓـﻲ اﻟﻔﻛـر اﻟﺸـرﻗﻲ
اﻟﻘدﻴم وﺨﺼوﺼﺎ ﻟدى اﻟﻬﻨود واﻟﺼﻴﻨﻴن .
أو ﻤﺎ ﻨﺠدﻩ ﻓﻲ اﻟﻔﻠﺴﻔﻪ اﻟﻴوﻨﺎﻨﻴـﻪ ﻤﺜـﻝ ﻫﻴـ ارﻗﻴﻠطس ٥٤٠) ـ ٤٧٥ ق.م) ﻓـﻲ ﻗوﻟـﻪ ﺒـﺎﻟﻠوﻏوس
اﻟذي ﻴﻨﺘظم اﻟﻌﺎﻟم وﻗوﻟـﻪ ﺒـﺎن اﻟوﺠـود واﺤـد وان اﻻﺠـ ازء ﻫـﻲ ﻤظـﺎﻫر واﻟظـواﻫر ﻟـﻪ (٣) وﻛـذﻟك
ﻋﻨد ﺒﺎرﻤﻨﻴدس ٥٤٠) ـ ؟ ق.م) ﻓﻲ ﺘﺠﺎوزﻩ ﻟﻌﺎﻟم اﻟظواﻫر وﻗوﻟﻪ ﺒﺎن اﻟوﺠود واﻟواﺤد ﻴﻘﺎﻻن
ﻋﻠﻰ اﻨﻬﺎء ﻋدة واﻟوﺠود اﻟﺤق ﻫو اﻟوﺠود اﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟﺜﺎﺒت ٬ واﻤﺎ اﻟظواﻫر ﻓﻬﻲ وﻫم ﻤﺤض (٤)
. وﻛذﻟك ﻨﺠداﻟﻔﻛر ـ ﻓﻛرة وﺤدة اﻟوﺠود ـ ﻋﻨـد ﺴـﺒﻴو از ﻋﻠـﻰ ﺴـﺒﻴﻝ اﻟﻤﺜـﺎﻝ ﻓـﻲ اﻟﻔﻠﺴـﻔﻪ اﻟﺤدﻴﺜـﻪ
ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺒﺎﻟطﺒﻴﻌﻴﺔ اﻟطﺎﺒﻌﻪ واﻟطﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤطﺒوﻋﻪ وان اﻟوﺠود واﺤد (٥) وﻛذﻟك ﻋﻨد ﻫﻴﺠﻝ ﻓـﻲ
ﻗوﻟﻪ ﺒﺎﻟروح اﻟﻤطﻠﻊ اﻟذي ﻴﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ اﻟظواﻫر ﺒطرﻴﻘﻪ ﺠدﻟﻴﻪ ٬ ﻓﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟوﺠود واﺤـد وان ﻫـذﻩ
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.