ﻣﻭﺍﻗﻑ ﺳﻠﺑﻳﺔ ﻣﻥ ﺍﻟﺷﻌﺭ ﻭﺍﻟﺷﻌﺭﺍء
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
ُﻛﺘﺒت د ارﺴﺎت ﻻ ﺤﺼر ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻫﻤﻴﺔ اﻟﻛﺒﻴرة ﻟﻠﺸﻌر ٬ واﻟﻤﻛﺎﻨﺔ اﻟﻤرﻤوﻗﺔ اﻟﻤﺘﻤﻴزة
اﻟﺘﻲ ﻴﺘﻤﺘﻊ ﺒﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋر ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ٬ ﻓﻘد وﻀﻊ اﻟﺸﺎﻋر ﻓﻲ أﻋﻠﻰ اﻟﻬرم
اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ٬ وﻗدﻴﻤﺎً ﺸّﺒﻪ ﺴﻘ ارط اﻟﺸﻌ ارء ﺒﺎﻷﻨﺒﻴﺎء ٬ و َﻋﱠد ورد زورث ﻛ ﱠﻝ ﺸﺎﻋر ﻋظﻴم ﻤﻌﻠﻤﺎً
ﻋظﻴﻤﺎً ٬ واﻟﺸﻌر ﻋﻨد اﻟﻌرب دﻴواﻨﻬم ٬ و أرى ﺠرﺠﻲ زﻴدان أن اﻟﻌرب ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ٬ وﻫو
ﻤﺠﺘﻤﻊ ﺼ ارع ﺤﺎد ٬ ﻓﻀﻠوا اﻟﺸﺎﻋر ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎرس ٬ وﻗﻴﻝ اﻟﻛﺜﻴر ﻋن ﺘﻀ ّﺨم اﻟذات ﻋﻨد
اﻟﺸﺎﻋر وﻨرﺠﺴﻴﺘﻪ وﻛﺒرﻴﺎﺌﻪ وﺸﻌورﻩ ﺒﺎﻟﻔوﻗﻴﺔ ٬ اﻟﺘﻲ ﺘؤدي أﺤﻴﺎﻨﺎً إﻟﻰ إﺤﺴﺎﺴﻪ ﺒﺎﻟﻐرﺒﺔ ﻋن
ﻤﺠﺘﻤﻊ ﻤﺘﺨﻠّف ﻻ ﻴﻀﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﻛﺎن اﻟذي ﻴﻌﺘﻘد ٬ ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻝ اﻟﻛﺜﻴر ﻓﻲ أﺜر اﻟﺸﻌر اﻟﺤﺎﺴم
واﻟﻌﻤﻴق ﻓﻲ ﺤﻴﺎة اﻟﺸﻌوب اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ وﻻ ﺸ ّك ﻓﻲ أن ﺘﻠك اﻟﻤواﻗف ٬ ﻤواﻗف إﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻤن اﻟﺸﻌر
واﻟﺸﻌ ارء ٬ وﻓﻴﻤﺎ ﻴﺄﺘﻲ ﻤن ﺼﻔﺤﺎت أ ارء وﻤواﻗف ﺴﻠﺒﻴﺔ ﻤﻐﺎﻴرة ٬ وﺠدﻨﺎﻫﺎ ﻋﻨد اﻟﻛﺜﻴر ﻤﻤن
ﻛﺘب ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺸﺄن أﻴﻀﺎً ٬ وﺒﻴﺎن ﺒﺎﻷﺴﺒﺎب اﻟﺘﻲ دﻓﻌت إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻵ ارء .
ﻟﻴس اﻟﻤﻘﺼود ﻤن ﻫذا اﻟﺒﺤث اﻟﺘﻘﻠﻴﻝ ﻤن أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺸﻌر واﻟﺸﻌ ارء ٬ ﻓﻼ ﺸك ﻓﻲ أن
اﻹﻨﺘﺎج اﻟﺒﺸري ﻓﻲ أي ﻤﺠﺎﻝ ﻤن ﻤﺠﺎﻻت اﻟﺤﻴﺎة ذو أﻫﻤﻴﺔ ﻓردﻴﺔ واﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ٬ وﻻ ﺸك ﻓﻲ
أن ﻤن ﻴﻘوﻝ اﻟﺸﻌر ﻤﺒدع ﻤﺘﻤﻴز ٬ وﻻ رﻴب ﻓﻲ أﻨﻨﺎ ﻤّﻴﺎﻟون ﻟﻠﺸﻌر ﻤﺤّﺒون ﻟﺴﻤﺎﻋﻪ وﻗ ارءﺘﻪ
وﻟﻛن ﻏ ّض اﻟطرف ﻋن اﻟ أري اﻵﺨر ٕواﻫﻤﺎﻟﻪ ﻟﻴس ﻤن اﻟﻤوﻀوﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺸﻲء ٬ ﻛﻤﺎ أن
اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ رﻓﻊ ﻤﻛﺎﻨﺔ اﻟﺸﺎﻋر واﻟﺸﻌر أو ﺨﻔﻀﻬﺎ ﻗد ﻴﺨرج اﻟﻛﻼم ﻋن ﺘوﺼﻴف اﻟواﻗﻊ
ﺘوﺼﻴﻔﺎً ﺼﺤﻴﺤﺎً ٬ وﻫو ﻤﺎ ﻨﻤﻴﻝ إﻟﻴﻪ .
ﺍﻟﻔﻠﺳﻔﺔ:
"وﻀﻊ اﻓﻼطون اﻟﺸﻌر ﻓﻲ اﻟﻤرﺘﺒﺔ اﻟﺴﻔﻠﻰ ﻤن ﺠﻤﻬورﻴﺘﻪ " ٬ (١) ووﻀﻊ اﻟﺸﺎﻋر "ﻓﻲ
ﻤرﺘﺒﺔ أدﻨﻰ ﻤن اﻷﺴﻛﺎف" ٬ (٢) "وﻗد أﻛد اﻓﻼطون ﻓﻲ آﻴون اﻟﻔرق ﺒﻴن اﻟﺸﺎﻋر واﻟﻔﻴﻠﺴوف ﺒﻤﺎ
ﻴرﻓﻊ ﻤن ﻤﻨزﻟﺔ اﻟﻔﻴﻠﺴوف وﻴﻨزﻝ ﻤن ﻤﻘﺎم اﻟﺸﺎﻋر " (٣) وﻤن اﻟﻤﻌﻠوم أن اﻓﻼطون ﻗد طرد
اﻟﺸﻌ ارء ﻤن ﺠﻤﻬورﻴﺘﻪ ٬ ﻟﻴس ﻷﻨﻬم ﻤﻘﻠدون ﺜﺎﻨوﻴون ﺒﺤﺴب ﻨظرﻴﺔ اﻟﻤﺤﺎﻛﺎة ﻋﻨدﻩ ٬ ٕواﻨﻤﺎ
ﻷﻨﻬم ﺒﻌﻴدون ﻋن اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ٬ إﻨﻬم أﺸﺒﻪ ﺒﺎﻷﻋﻤﻰ اﻟذي ﻻ ﻴرى اﻟﻨور ٬ وﻗد ﺘﻨّﺒﻪ د.ﻤﺎﻟك
اﻟﻤطﻠﺒﻲ إﻟﻰ أن اﻟﻤﺤﺎﻛﺎة ﻋﻨد اﻓﻼطون ﻻ ﺘﻌﻨﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴد ٬ ٕواﻨﻤﺎ ﺘﻌﻨﻲ " اﻟﺒﻌد ﻋن اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ٬
تفاصيل المقالة

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.