أنساق التقابل فى مجموعة(قصائد الحديقة العامة)

الملخص

يمتل سعدي يوسف حالة متميزة في حركة الشعر وحداثته ؛ ويبرز ذلك التميز فيالتفاصيل التي ترصد الحالات النفسية المتناقضة والخاصة وقدرته على اقتناصها ومن ثمنقلها الى المتلقي بأنساق متعددة تتقابل وتتقاطع لتحيل النص الشعري الى نسق يوحيبانساق اخرى مختبئة تطرح لنا مفردات جديدة شكلت بجدتها انواعاً من التقابلاتكالتقابل المعجمي والمكاني والحركي وغيرها . وهي تقابلات اثبتت لنا ان اللغة هي التيتصنع التقابل بوجودها ضمن مجموع ظواهر الكلام المتنافرة ولكي يتضح ذلك لابد مندراسة العلاقات بين المفردات داخل الحقل التقابلي ومقارنتها بموضوعها الفرعي . وهوماسنحاول اثباته في هذا البحث .مدخليقتم لنا الشاعر سعدي يوسف ‎)١(‏ في مجموعة ( قصائد الحديقة العامة ) ؛ وهيمجموعة كتبها بين أيلول ‎٢٠٠٧‏ - حزيران ‎٢٠٠٨‏ ؛ عالما خاصااً يرينا فيه - ومنخلال خمسين قصيدة - طرقااً نلجأ اليها نلتمس فيها بعض عزاء لأنسانيتنا. تنبض هذهالمجموعة بمفارقة يبدؤها بالغربة والدهشة ؛ ويأبى أن ينهيها إلاّ طائرا كان يحلم بالعودةالى موطنه ؛ هاهو اليوم يرفض تلك العودة ؛ ولايتذكر إلاً ذلك الرفض الدائم للحضنالذي طالما توسله ؛ ولعل هذه هي المفارقة الأولى التي تنطلق منها هذه المجموعة والتيتشكل أساس التقابل الذي تقوم عليه هذه الدراسة . فقد أفرز الواقع السياسي تقابلاتهالجديدة ؛ وذلك بخلق أشكال تقابلية تنم عن الواقع العام والواقع الخاص . فالواقع السياسيبطرحه افكارا سلبية تحمل معنى الهرب في الكثير من المواقف دفعت عددااً من شعراء