الصورة الفنية للكتابة في شعر أبي نواس

الملخص

وردت الكتابة في شعر ما قبل الاسلام في موضوع الطلل فشبه الشاعر آثار الطلل التي انمحت بكتاب انمحت سطوره، وتطور مدلول (لفظة الكتابة) في العصر الاسلامي حتى شمل الكتاب المنزل من الله سبحانه وتعالى، وجدد الشاعر في مدلول الكتابة في العصر الأموي ليشمل كتابة الرسائل الشعرية، ودلت الكتابة في موضوع الهجاء على ثبوت صفات المهجو  كما تثبت  الكتابة والختم، أما في موضوع المدح، فدلّ على تبليغ رسائل الخليفة وبعضها فيها مبالغة. وتطور مدلول الكتابة في العصر العباسي.  فأصبح موضوعا شعريا يصف صعوبة الكتابة، وبيان الجهد الذي يبذله الشاعر في إصلاح أشعاره. وتطور معنى (الكتابة) عند أبي نواس فحوله من معنى عقلي مجرد الى معنى حسي غزلي يتسم بالجمال، فأبو نواس يحب الجارية المولعة بالكتب وربط بين الغناء والكتابة فالغناء جهر بسرّ العاشقين، أما الكتابة، فجهر بسرّ الكاتب، وشبه جمال المحبوب بالكتابة، ثمّ شبه خُصل الشَّعر المتدلية من أعلى الأُذن بخط القلم، وشبه أبو نواس خطوط الخمرة حين تمزج بالماء بالكتابة بيد الأعسر،  وافتخر أن الملائكة تكتب الذنوب عليه، وهو لا يبالي لشدة إحساسه باللذة، وشبه في موضوع الصيد ريش الدجاج بأسطر الكتابة. ووصف الكتابة بالخلود.