فن صناعة نسيج الملابس في العراق القديم (الكتان والقطن) انموذجا

الملخص

تشير الكثير من الدلائل التي تم الكشف عنها في بقاع الارض الى ان الانسان ظل زمنا طويلاً يعيش على الالتقاط والصيد وهذا يؤكد أن ما كان يصطادهُ من حيوانات كان يتخذ من جلدها و فرائها و صوفها دثارا يقيه برد الشتاء فضلاً عن استعماله رداءً لجسمه يحميه من عوامل الطبيعة المختلفة.

   كان الأنسان قبل معرفته للزراعة وتدجين الحيوان معتمداً على الطبيعة التي تمده بالغذاء وما كاد أن يتعلم الزراعة ويهتدي إلى تدجين الحيوان حتى دارت عجلة التطور وبدأت تعم جميع مظاهر الحياة إذ ظهرت أولى المجتمعات الزراعية وما تبعها من تطورات سياسية واقتصادية وصناعية التي وضعت حجر الاساس لظهور المجتمع المتمدن المستقر.   أن المجتمع المتمدن قد أعتمد على طاقاته في توفير غذائه وملبسه ونقل لنا تجربته بطرق فنية مختلفة مازالت أثارها خالدة إلى وقتنا الحالي, وقد نقلت الثروة الثقافية والفنية من جيل إلى جيل بربط الحاضر بالماضي فضلاً عن أن بالإمكان تلقي الناظر الكثير مما يقدمهُ الثراء الحضاري ومن لا يفعل لا يفهم التطور المدني الذي بني على أسس كانت مقوماتها (التخطيط ,العمارة, التاريخ الانساني) بما يحمله من فن وأدب وشعر متضمناً المعتقد والمعرفة والقيم والقانون فضلاً عن أي قدرة وعادة يحصل عليها الانسان في مجتمعه يعبر عنها بالمنجزات المادية بما ترمز أليه موزعة على المستقرات السكانية المتمثلة بالمدن والتي تشكل نتاجاً مشتركاً بينها تتميز واحدة عن الاخرى بخصائصها وتراثها عن غيرها. من هنا جاءت هذه الدراسة بمعرفة الانسان لفن صناعة  المواد الاولية للملابس والتي مصدرها النبات (الكتان والقطن) كونها مواد نباتية لم تكن جاهزة كما في الجلود والفراء  بل العمل فيها أحتاج فكرا نيراً و عملاً فنياً وأيدي مهرة لأجل التشكيل الكامل وقد اعطتنا بعض النصوص المسمارية المدروسة صوراً فنية معبرة عن حياة السكان في العراق القديم و طرق عيشهم و مهنهم  و اهتماماتهم  ويعد فن صناعة المواد الأولية للملابس فناً واسعاً وقد أخذ حيزاً كبيراً لما له من أهمية في حياة المجتمع و دلالاته الدينية والاجتماعية والثقافية.