الفكر التربوي عند ابن سينا وابن خلدون" نظرة تاريخية "

الملخص

       أثرى الفكر التربوي العالم العربي الإسلامي الغني والغزير بالعلم والمعرفة ،لان دراسة الفكر التربوي تجعل القارئ يستخلص العبر والدروس لتنير الطرق إمامه كحل المشكلات الحاضرة في ضوء فهم الماضي ذلك لان التربية هي وليدة مخاض تاريخي طويل وتجربة إنسانية عميقة الجذور وهي تحمل باستمرار شكل الإناء الذي ولد فيه منذ القدم بخواصه كافه.إذ من الخطأ الاعتقاد أن التراث شيء مضى وانقضى وأصبح شيئا من التاريخ والمتاحف، بل انه مظهر لعبقرية الأمة العربية والإسلامية فلا بد أن تنطلق من الحاضر، في الوقت نفسه وبالقوة نفسها والاندفاع والعمق في التصور نحو الماضي يستكشف مظاهر عظمته لكي يعمق تمييزه عن الواقع المتخلف ونحو المستقبل .لذا يمكن دراسة الفكر التربوي في تراثنا العربي الإسلامي وعلى الرغم من العناية بالتراث إلا انه ما زالت كتاباتنا و دراستنا واطلاعنا على الفلسفة والفكر التربوي قليلة في حيز ضيق عن تاريخنا وإعلامها وفلاسفتنا مثل ابن سينا وابن خلدون، الذين قدروا أهمية التعليم، المنهج الدراسي ،طرائق التدريس،الطالب والمعلم، في حياة الفرد والأمة واعداه تكاملا للإنسان من الناحية الجسمية والذهنية والعاطفية والأخلاقية.إن المدرسة مؤسسة اجتماعية ووسيلة فعالة يمكن من خلالها تحقيق التغيرات الثقافية والأهداف القومية المشتركة، لذا فان  فلسفتهم التعليمية والتربوية هي في إطار قومي ذي فكر تربوي هادف وموجه،ولقد تاكدت المقولة إن للعلم قيمة كبيرة إذا امن الإنسان به بلغ أقصى ما يتمناه  فالعلم ليس معلومات بقدر ما هو طريقة ومنهج لتحصيل هذه المعلومات وانه العامل الأساسي في نجاح العملية التعليمية وانه من أهم عناصر التعليم لهذا فنحن بحاجة إلى المزيد من البحث والدراسة في أصول فكرنا لتكوين امتنا العربية الإسلامية. فالبحث يرمي إلى تأصيل وتقوية فكرنا الثقافي والتربوي ومعرفة ما أضافه الفيلسوفان(ابن سينا وابن خلدون)إلى نظامنا التربوي، لكي نعزز معرفة تراثنا القومي ودوره في الحضارة الإنسانية عند دراستنا من قبل طلبتنا وإثراء المكتبة التربوية المعاصرة بالدراسات التربوية الأصيلة والعميقة الجذور ضمن التخصصات التربوية.