موارد ومناهج الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين

الملخص

   أن نشأة الماوردي ونبوغه تنبئ على أنه منحدر من عائلة علمية جليلة فضلاً عن نبوغ أخيه الذي لم تذكر المصادر اسمه ، وان استيطان الماوردي مدينة بغداد التي كانت قبلة العلم والعلماء، جعل منه أحد جهابذة العلم، وذلك عن طريق العلماء الذين اخذ عنهم وسمع منهم في تلك المدينة العظيمة وتنوعه في التأليف والتصنيف جعل من طلبة العلم قصده والعكوف على درسه وحضور حلقة خطبه، وذلك للاستفادة منه والأخذ عنه ، وكان لنبوغه المعرفي وتضلعه في علوماً كثيرة جعل من العلماء منحه لقب "قاضي القضاة" الذي اكتسبه ولازمه حتى وفاته، ثم بعد ذلك لقب به القضاة من بعده فيعد كتاب أدب الدنيا والدين" من الكتب الرائعة في بابه، إذ أخذ به الماوردي بتعريف الغوامض وشرح المفردات وغير ذلك وجعله على ابواب خمس كل باب منها مباحثها الخاصة بها، والكتاب لا يخلو من نظرات فلسفية واجتماعية واقتصادية فضلاً عن الموضوعات الإسلامية الخاصة بالأخلاق الدينية الاسلامية القائمة على الكتاب والسنة وتبين ان الماوردي نهج بهذا الكتاب عدة مناهج وهي اشارات على تضلعه وتطلعه واسلوبه في تلك الحقبة وما كان يمتاز به  فضلا عن تنوع مواضيع الكتاب جعلت من الماوردي ان يتنوع بموارده واقتباساته، وهذا ما أمتاز به هذا الكتاب، إذ نجد ان هناك كثيراً من المصادر والموارد التي اعتمد عليها الماوردي سواء بشكل مباشر مصرحاً بذلك، أم بشكل غير مباشر وبدون تصريح.