الاصلاح وأنواعه في فكر أهل البيت

الملخص

   الحمـدُ الله الواحد الأحد،الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يُولد، ولم يكن له كفواً أحد ، ثمَّ الصّلاةُ والسلامُ على العبد المؤيد والرسول المسدّد، المصطفى الأمجد، والمحمود الاحمد ، سيدنا ومولانا أبي القاسم محمد وعلى آله الهداة المهديّين وأوصيائه المنتجبين (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين). امابعد . .

   يعاني العالم الإسلامي منذ قرون من مشكلات عدة تتجسد في مجموعة من المظاهر المنحرفة بسبب دوامة التخلف، والفقر، والجهل ، والطغيان ، إذ مرَّ على البشرية زمن رجحت فيه كفـةُ الباطلِ والانحراف حتى جاءت الرسالة المحمدية واقامت العدل والمساواة بين البشرية إذ ساوى الاسلام بين ابي سفيان وبين بلال الحبشي الذي يعدونه آنذاك رقاً يحق لهم بيعه وشراؤه ، سالخين عنه جميع الصفات البشرية والانسانية التي وهبها إياه الله سبحانه وتعالى^([i]) ، وإن الإسلام كان وما زال يريد حياة سعيدة في الدنيا والاخرة، وسعادة الدنيا، والاخرة ، وهذه السعادة لاتكون إلا بالرجوع الى الله ورسوله وأوليائه الصالحين(عليهم الصلاة والسلام)، فالانسان السعيد والاسرة السعيدة والمجتمع السعيد هي التي ترجع في كل مجالاتها وأدوارها الى الله، ورسوله، وكتابه، وأوليائه في مقام العلم والعمل^([ii])، ونحن  في هذه الظروف الحرجة التي ضل فيها البشرية الطريق السوي لتنظيم حياته وحلّ مشكلاتها في شتى نواحي الحياة، و يعجز المفكرون عن وضع الحلول المناسبة لإنقاذ الإنسانية عامة، يقف الإسلام دائما لإنقاذ البشرية من حمأة المادة وويلاتها، ويصف لها العلاج الناجع ، لأنه المنهج الصالح لكل زمان ومكان، وهو بحق الكفيل بتنظيم حياة الإنسان خاصها وعامها في شتى النواحي

[i]- ينظر: الثقافة السياسية الاسلامية في صدر الاسلام : د. جميل العطية ، دار المحجة البيضاء بيروت – لبنان، ط: 1، 1430هـ - 2009م ، 3.

[ii]- ينظر: تربية الاسرة على ضوء القران والعترة: السيد عادل العلوي ، المؤسسة الاسلامية العامة للتبليغ والارشاد ايران – قم ، ط:1، 1423هـ ، 11.