تطور رعاية اليتيم في المنظور الاسلامي وبعض الديانات الاخرى

الملخص

تعد المؤسسات الخاصة برعاية الايتام من ابرز المؤسسات والمنشآت الاجتماعية التي اهتمت بها والديانة اليهودية والمسيحية واشتهرت بها الحضارة العربية الاسلامية وتجلت العناية بالايتام في الاقبال على انشاء مكاتب لتعليمهم ورعايتهم لان اليتيم فقد الراعي الذي يرعاه وهو الاب والام او كلاهما وقد كحان ابواه يربيان فيه روح الالفة مع الجماعة التي يعيش فقيها اذ انهما بفيض الحنان والعطف الابوي كانا يثيران فيه نوازع الرحمة، وبآثار هما له يبعثان فيه حب الايثار فاذا لم يستعظ عن ذلك بالرعاية الرحيمة العاطفة ممن يتصلون به خرج نافرا  من الناس، لا يحص برابطة مودة ورحمة بينه وبينهم، فينظر اليهم نظرة الخائف الحذر، او نظر العدو المتربص، وكلاهما لا يجعل فيه قوة عاملة، وانما تكون منه قوة هدامة، فاكثر الذين يرتكبون جرائم في المجتمع من الذين يحسون بالنفرة منهم ذلك لان الذين تعودوا النظرات القاسية الجافة والاذى وآلام وعودهم اخضر قد يتولد في نفوسهم النفور من الناس فيشبون على النفور من المجتمع ومن هذا قد يتولد الشذوذ وتتولد الجفوة والعداوة وفقدان الاحساس بالالفة الذي لا يجعلهم بندمجون في المجتمع لذا وجب على القائمين على ارادة شؤون الايتام ورعايتهم ان يختاروا المتصلين بهم ممن عرفوا بالشفقة وتفيض قلوبهم بالمحبة وعيونهم بالنظرات الرحيمة فان هذه الودائع الانسانية في حاجة الى من يحميهم بمقدار حاجتهم الى من يغذيهم ويرعى صحتهم ونظافة البدينة بل ان حاجتهم وحاجة  المجتمع الى الغذاء الروحي اشد واقوى من حاجتهم للغذاء المادي. بمثل هذه النظرة الرحيمة المتفائلة يمكن للمجتمع ا يرعى ابنائه من الايتام ويهيئهم لحياة غد افضل ليكونوا مشاريع للبناء والانماء لمجتمع سعيد امن ومستقر. وما احوج مجتمعنا اليوم الى مثل هذه الرؤيا الرحيمة الى جيل الايتام الذي انتشر في مجتمعنا اليوم بسبب الحروب والكوارث التي توالت على مجتمعنا منذ عشرات السنين.