الملف الإيراني النووي ( مرتكزات الواقع وفضاءآت الطموح )

الملخص

شهد أوائل القرن الحادي والعشرين الإفراط في نظرية استخدام القوة في العلاقات الدولية وبصفة
خاصة في منطقة الشرق الأوسط ‎١‏ وظهرت ازدواجية المعايير التي تتعامل بموجبها القوى العظمى
والتي نساهم في التعامل مع قضايا المنطقة المتشابهة بما يزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية وتراكم
الأزمات واستفحالهاءولعل من ابرز هذه القضايا هي الملف النووي الإيراني والذي لم يحسم بعد. وفي
هذه القضية نلاحظ وجود طرفين متصارعين الأول يتمثل بالجمهورية الإسلامية الإيرانية والثاني
بالولايات المتحدة الأمريكية.وما بينهما من أطراف هم وحدات المجتمع الدولي كالاتحاد الأوربي والأمم
المتحدة وغيرها ممن يحاولون التدخل بصفة الوسيط لحسم المسألة بشكل يرضي جميع الأطراف؛ و
تصر الإدارة الأمريكية على اتهام إيران بمحاولة صنع أسلحة نووية؛ أما إيران فتؤكد بأن برنامجها
النووي وان وجد فهو لأغراض سلمية؛ وما بين هذه الآراء وتصريحات الوكالة الدولية للطاقة الذرية
وتحذيرات إسرانيل من قوة نووية إيرانية صاعدة في المنطقة منافسة لهاء فلا يمكن التكهن بإمكانية
الحفاظ على منطقة الشرق الأوسط بعيدا عن احتمال قيام حرب نووية ؛ لقد استرعى البرنامج النووي
الإيراني اهتمام العالم المتزايد بشكل مثير لم تحظ به من قبل البرامج النووية لدول أخرى كما هو الحال
في الباكستان والهند و حتى الصين. ولا شك أن لذلك أسبابا ودوافع تدفع إلى حالة التميز التي تحيط
بالبرنامج النووي الإيراني يجب علينا الاطلاع عليها ومعرفة أبعادها