التراسل الرمزي في فضاءات العرض المفتوح (فن الاداء انموذجا)

يستخدم الإنسان لغة الكلام ولغة التعبير الإيمائي (بالجسد)،إذن توجد لغتان للتواصل والاتصال ولا تقل أهمية إحداهما عن الأخرى ،وما تعجز عنه إحداهما تكمله وتعضده الثانية ،وللجسد دور مهم مع لغة الكلام أو بدونها ،والأكثر وجدانية وصدقا هي لغة التعبير والإيماءة،وأعمق التعبيرات الانفعالية تتجلى في الفن الادائي ،إ ذ أن وقع الأحداث والأخبار وغيرها يبدو في تعبير الاداء على أشده ،ولغة الاداء تفصح بصورة أسرع من لغة الكلام عن بواطن الشخصية وهي لغة مرئية.

   وفي بحثنا الموسوم بـ (التراسل الرمزي في فضاءات العرض المفتوح) نحاول الكشف والتعرف عن التراسل الرمزي في فضاءات  العرض المفتوح بما تمثله من قيمة جوهرية تتعلق في التواصل والتلقي عبر الاداء في العرض المفتوح ، وبما يحقق لهذا الفن من دور ملموس في بعده الاجتماعي والإنساني بشكل عام وكجزء مهم من مسيرة الثقافة العامة من خلال بناء مرتكزات تؤهل وتبرز عملية ولوج عالم جديد منفتح على التأويل والقراءات المتعددة  وبما يحمله من غموض وصعوبة في الفهم.

    لذا فان الباحثة اعتمدت منهجاً تحليلياً من خلال الوصف والتحليل للعمل الفني عبر كل مزاياه بما هو قائم على سطح العمل بكل مرجعياته ولغرض فهم مسببات تلك الاشكالية وسبل الحد منها من خلال ما يحققه لنا هذا البحث عبر كل مفاصله ليحيلنا الى تحقيق فهم دقيق لما يدور في الفن الادائي عبر فهم مسببات تلك الاشكالية وتفاوت وتخلخل اليات التأويل ونظمه العاملة مع تلك الاعمال الفنية .

   وفي الفصل الاول سعت الباحثة لعرض مشكلة البحث لتحديد اهمية البحث والمنهج المتبع فيه ومن ثم تحديد هدف البحث وهو الكشف عن التراسل الرمزي في فضاءات العرض المفتوح (فن الاداء نموذجا).

   ومن خلال الفصل الثاني ركزت الباحثة على الرمز ودوره في فن الاداء وعلى معنى الرمز وأهميته في فضاءات العرض المفتوح في الفن الادائي  .

    وأخذت الباحثة من خلال الفصل الثالث الاتجاه نحو تحليل الاعمال الفنية لدى الفنانين الادائيين في فضاءات العرض المفتوح وما آلية اشتغالهم والتي تضمنت تحديد مجتمع البحث وعينته البالغة (3) عينات اختارتها الباحثة بشكل قصدي من خلال اجراءات ومبررات لينطلق نحو طريقة التحليل عبر المنهج الوصفي التحليلي.

  وفي الفصل الرابع خلصت الباحثة إلى مجموعة من النتائج الخاصة بالفن الادائي وأبعاده الرمزية وتتمثل أهمها بالاتي:

1 - ان احتشاد بنية العرض المفتوح في فن الاداء بالرمز يضفي على العرض القيم الدلالية والتعبيرية مما يجعله منفتحا على القراءات المتعددة ومن هنا تاتي اهمية الرمز في العمل الفني والعرض على حد سواء كما في العينة (1)و(2) اذ يبعدهما عن المباشرة ويكسبهما مناعة فيبدو العرض الادائي من جراء ذلك احتفالا رمزيا باعثا على الغرابة وإحداث الصدمة والدهشة  اللذان يشدان المتلقي الى ذلك العرض فيتعمق الاتصال به.

2-في العينة (1) و(3) ان تراسل الرموز المبثوثة في انساق العرض الادائي تجعل ذهن المتلقي مهيئا لتأمل واستيعاب الرموز نفسها ودلالاتها ومن ثم تأويلها،وعندئذ يصبح المتلقي عنصرا اساسيا في انتاج معاني وليس متلقيا سلبيا.

3-تجلى التراسل الرمز كعلامة مهيمنة تساند العلامات الاخرى المبثوثة في بنية العرض الادائي فتتشكل من جراء ذلك كتلة علامية تضفي على العرض سمات الدهشة والتأمل وتواصل المتلقي مع الفنان في العينات (1)،(2)،(3).

4-ان الرمز يمثل وسطا حاملا للمضامين والرؤى التي تعج العرض المفتوح في فن الاداء ومن هنا تاتي اهميته وجدواه كما في العينة (1).