ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﺔ ﺍﻷﻧﺩﻟﺳﻳﺔ ﻭﺃﺛﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺍﻟﺷﻌﺭﻱ

محتوى المقالة الرئيسي

م. ﻟؤي ﺼﻴﻬود ﻓواز

الملخص

ﻟﻘد ﻛﺎن ﺒدﻴﻬﻴﺎ أن ﺘﻛون اﻟطﺒﻴﻌﺔ اﻷﻨدﻟﺴﻴﺔ وﻗد أرﻴﻨﺎﻫﺎ أﺤﺴن ﺒﻘﺎع اﷲ ﺨﺼﺒﺎ وﺨﻀرة –


ﺤﺴب ﻤﺎ ﻨﻘﻠت إﻟﻴﻨﺎ اﻟﻤﺼﺎدر – ﻤوﻀوﻋﺎ رﺌﻴﺴﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﻴد اﻷﻨدﻟﺴﻲ وﻛﺎن ﺒدﻴﻬﻴﺎ أن ﻴﻛون


اﻟوﺼف وﺴﻴﻠﺔ اﻟﺸﻌ ارء ﻓﻲ ﻨﻘﻝ ﻤﺸﺎﻫدﻫﺎ اﻟ ارﺌﻌﺔ وﻤﺤﺎﺴﻨﻬﺎ اﻟﻔﺎﺘﻨﺔ اﻟﻤﺎﺜﻠﺔ ﻓﻲ أزﻫﺎرﻫﺎ وورودﻫﺎ


وأﺸﺠﺎرﻫﺎ وأﺜﻤﺎرﻫﺎ وﻤﻴﺎﻫﻬﺎ وﺤداﺌﻘﻬﺎ وﺒﺴﺎﺘﻴﻨﻬﺎ ٬ وﻗد اﺴﺘطﺎع اﻟوﺼف ﺒﻤﺎ ﺴﺨر ﻟﻪ اﻟﺸﻌ ارء ﻤن


وﺴﺎﺌﻝ ﻛﺎن اﻟﻠون أﻫﻤﻬﺎ أن ﻴﻛون ﺨﻴر ﺸﺎﻫد وﺨﻴر ﻨﺎﻗﻝ ﻟﻠطﺒﻴﻌﺔ اﻷﻨدﻟﺴﻴﺔ ﺒﻌﻤوﻤﻬﺎ وﻛﺎﻨت اﻟطﺒﻴﻌﺔ


اﻟﻔﺎﺘﻨﺔ ﻫﻲ اﻟداﻓﻊ ﻓﻲ اﻨﺘﺸﺎء وازدﻫﺎر ﻓن اﻟوﺼف واﻟﺘﻠوﻴن ﻟدى اﻷﻨدﻟﺴﻴﻴن. وﻴﺠدر ﺒﻨﺎ ﻫﻨﺎ أن ﻨذﻛر


أن ﺒﺎﺤﺜﻴن ﻗد وﻗﻔوا أﻤﺎم وﺼف اﻟطﺒﻴﻌﺔ اﻷﻨدﻟﺴﻲ ﻤؤﻛدﻴن أن اﻷﻨدﻟﺴﻲ ﺴﺎر ﻓﻴﻪ ردﻴﻔﺎ ﻷﺨﻴﻪ


اﻟﻤﺸرﻗﻲ ﻤﻘﻠدا وﻤﻘﺘﻔﻴﺎ أﺜرﻩ وﻴﻘﻔون ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة أﻤﺎم ﺸﺎﻋرﻴن ﻫﻤﺎ اﺒن اﻟروﻤﻲ (١) ت ٢٨٣ ﻫـ ٬


واﻟﺼﻨوﺒري (٢) ت ٣٤٤ ﻫـ ٬ وﻴؤﻛد ﺒﻌﻀﻬم أن ﻨﻀﺞ اﻟوﺼف ﻛﺎن ﻴرﺠﻊ إﻟﻰ ﻓﻀﻠﻬﻤﺎ ٬ وﻨﺤن ﻻ ﻨرﻴد


أن ﻨﻐوص ﻓﻲ ﻏﻤﺎر ﻫذا اﻟﻤوﻀوع ﻟﻛﻨﻨﺎ ﻨﺸﻴر إﻟﻰ أن ﻤﺎ ﻴﻨﺒﻐﻲ أن ﻨﻠﻔت اﻟﻨظر إﻟﻴﻪ أن أدب ﻛﻝ


اﻤﺔ ﻴﻛون ﻤ آرة ﻋﺎﻛﺴﺔ ﻟﺘﻠك اﻷﻤﺔ ٬ ﻟذﻟك ﻛﺎن أﻟﺸﺎﻋر اﻟﺠﺎﻫﻠﻲ ﻨﺎﻗﻼ ﻤن ﺨﻼﻝ ﺸﻌرﻩ ﻟﺼﺤ ارﺌﻪ أو


ﻟﺠواﻨب ﻤﻨﻬﺎ ٬ ﻛﻤﺎ أن اﻹﺴﻼﻤﻲ ﺤﻤﻝ اﻟﻨﻛﻬﺔ اﻹﺴﻼﻤﻴﺔ أن اﻷﻤوي واﻟﻌﺒﺎﺴﻲ ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﺤﻤﻼ ﺒﻴﺌﺘﻬﻤﺎ ٬


وﻟﻴس ﻏرﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌر اﻷﻨدﻟﺴﻲ أن ﻴﻛون ﺤﺎﻤﻼ ﻟطﺒﻴﻌﺘﻪ وﻤﺎ ﻴزﺨر ﻓﻴﻬﺎ ﻤن ﺠﻤﺎﻝ وأﻟوان وﻨﻘوﻝ


ﺒﺄن وﺼف اﻟطﺒﻴﻌﺔ ﻛﺎن أﻤ ار واﻗﻌﺎ إذ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟطﺒﻴﻌﺔ اﻟﺘﻲ أﺤﺴن اﷲ ﺼﻨﻌﻬﺎ أن ﺘﻛون ذات


ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻛﺒﻴرة ﻋﻠﻰ ﻤﺨﻴﻠﺔ اﻷﻨدﻟﺴﻲ وﻓﻨﻪ ٬ وﻟو ﻟم ﻴﻛوﻨوا ﻤﺴﺒوﻗﻴن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔن ﻟﻛﺎﻨوا دوﻨﻤﺎ ﺸك


اﺒﺘﻛروﻩ ٬ وﺒﺈﻤﻛﺎﻨﻨﺎ أن ﻨﺴﺘدﻝ ﺒﻛﺜرة ﻤﺎ أﺒدﻋوﻩ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔن ﻋﻠﻰ أن رﻏﺒﺘﻬم اﻟذاﺘﻴﺔ اﻟﻤﻨﻔﻌﻠﺔ ﺒﺎﻟطﺒﻴﻌﺔ


وﺴﺤرﻫﺎ ٬ ﻛﺎﻨت اﻟﺴﺒب اﻟرﺌﻴس ﻓﻲ اﻻﺤﺘﻔﺎء ﺒﻬذا اﻟﻔن وﻟو ﻛﺎن اﻟﺘﻘﻠﻴد ﻫو اﻟداﻓﻊ ﻟﻤﺎ وﺠدﻨﺎ ﻤﺜﻝ ذﻟك


اﻟﻛم ﺒﻝ ﻟﻤﺎ وﺠدﻨﺎ اﻟطﺒﻴﻌﺔ ﻤﺘﻐﻠﻐﻠﺔ ٬ ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﺴﺘﻘﻼﻟﻴﺘﻬﺎ ٬ ﻓﻲ ﻛﻝ ﻤوﻀوﻋﺎت اﻷﻨدﻟس ﺜم أن


واﺤدا ﻤن اﻟﻛﺘﺎب ﻫو "ﻤﻘداد رﺤﻴم ﺨﻀر" ﻴﺜﺒت ﺒﺎﻟﺤﺠﺞ اﻟﺘﺎرﻴﺨﻴﺔ أن اﻟﺼﻨوﺒري وﺸﻌرﻩ اﻟذي وﺼﻝ


إﻟﻰ اﻷﻨدﻟس ﻟم ﻴﺼﻝ إﻻ ﻓﻲ وﻗت ﻛﺎن اﻷﻨدﻟﺴﻴون ﻗﺒﻠﻪ ﺒزﻤن ٬ ﻴﺨوﻀون ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻤﻀﻤﺎر ﺜم اﻨﻪ


ﻴﻨﻔﻲ أن ﻴﻛون ﺸﺎﻋر واﺤد ﻗد أﺜر ﻓﻲ ﻨﺘﺎج ﻫﺎﺌﻝ ﻛﻨﺘﺎج اﻷﻨدﻟﺴﻴﻴن (٣) . وﻫﻨﺎك ﻤن أﻨﺼف


اﻷﻨدﻟﺴﻴﻴن وﻗﻀﻰ ﻟﻬم ﺒﺎﻟﺘﻔوق ٕواﺒ ارز ﻋﺒﻘرﻴﺘﻬم اﻟﻨﺎدرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺸﺄن ﻛـ"ﺠودت أﻟرﻛﺎﺒﻲ ٬" "ﻤﺤﻤد


أﻟﻔﻘﻲ" و "ﻋﺒد اﻟﻌزﻴز ﻋﺘﻴق". (٤) وﻴﻬﻤﻨﺎ ﻫﻨﺎ اﻟﺘرﻛﻴز ﻋﻠﻰ أن اﻟطﺒﻴﻌﺔ ﺒوﻓرة ﻨﺒﺘﻬﺎ ﻛﺎﻨت ﻤﺴرح اﻷﻟوان


 

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﺔ ﺍﻷﻧﺩﻟﺳﻳﺔ ﻭﺃﺛﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺍﻟﺷﻌﺭﻱ . (2023). مجلة كلية التربية الاساسية, 18(73), 231-260. https://doi.org/10.35950/cbej.v18i73.8593
القسم
مقالات للعلوم الانسانية والصرفة

كيفية الاقتباس

ﺍﻟﻁﺑﻳﻌﺔ ﺍﻷﻧﺩﻟﺳﻳﺔ ﻭﺃﺛﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﺳﺗﺛﻣﺎﺭ ﺍﻟﻠﻭﻥ ﺍﻟﺷﻌﺭﻱ . (2023). مجلة كلية التربية الاساسية, 18(73), 231-260. https://doi.org/10.35950/cbej.v18i73.8593