الشَّواهِدُ النَّحْوِيَّةُ بَيْنَ الشِّعْرِ المَجْهولِ النِّسْبَةِ وَ القِراءاتِ القُرْآنِيَّةِ - ( المُفَصَّلُ ) لِلزَّمَخْشَرِيِّ أُنموذَجًا -
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
كانَت الشَّرارةُ الأُولى التي قدَحَتْ زِنادَ البَحثِ في موضوعِ الشّواهدِ الشِّعريّةِ التي لا يُعرَفُ قائلوها في ( المُفَصَّل ) لِلزَّمَخشَريِّ ( ت 538 هـ ) ما ذَكَرَهُ الدّكتور فاضل صالح السّامرّائيّ في كِتابِهِ ( الدِّراسات النّحويّة واللغويّة عند الزَّمَخشَريّ ) مِن استِشهادِ الزَّمَخشَريِّ في مُصَنَّفِهِ ذاك بِأربعةٍ وعشرِينَ وأربعِمِئةِ شاهدٍ شِعريٍّ ، منها أكثرُ مِن تِسعِينَ شاهدًا لم يُعرَفْ لها قائلٌ ، وأكثرُ مِن ثَمانِينَ شاهدًا مُختَلَفٍ في نِسبتِها إلى قائلِينَ بِأعيُنِهم ، فيكونُ لدينا – على قولِ الدّكتور فاضل – أكثرُ مِن سبعِينَ ومِئةِ شاهدٍ مِمّا لا يُعرَفُ قائلُهُ الحقيقيُّ (1) .
و لا ريبَ في أنّ هذا العددَ يَدعو إلى وقفةِ تأمُّلٍ ؛ فأَن يكونَ في كُتُبِ النَّحوِ – على تنوُّعِها - عددٌ قليلٌ نسبيًّا مِن الشّواهدِ الشِّعريّةِ المجهولةِ النِّسبةِ أمرٌ معهودٌ مُنذُ زَمَنِ المؤَلَّفِ النَّحويِّ الأَوَّلِ الذي وَصَلَ إلينا وهو كِتابُ سيبَوَيْهِ ( ت 180 هـ ) ، الذي قيلَ – وإن كانَ هذا القولُ لا يُسَلَّمُ لِقائلِهِ - إنّ فيه ألْفًا مِن الأبيات المنسوبة وخَمسينَ بيتًا لم يُعرَفْ لها قائلٌ . أمّا أن يزدادَ عددُ هذه الشّواهدِ لِيَصِلَ إلى ما يَقرُبُ مِن نِصفِ عددِ شواهدِ كِتابٍ نحويٍّ مَعدودٍ في الأُمَّاتِ فأمرٌ لا بُدَّ مِن معرفة مُلابَساتِهِ والظُّروفِ التي أَدَّتْ إليه .
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.