التأثير الفني لثقافة الصورة على شرائح المجتمع

الملخص

الله هو المصور ، أبدع كل شئ خلقه ، خلق الإنسان من طين وصوره كيف شاء ، وركبه في أحسن صورة وعلمه رسم الصور ، والتعبير بالصورة ، وتصميم الصورة وقراءة الصورة ، وتذوق الصورة .

فالعالم صورة، والحياة بكل ما فيها صورة، وكافة العلوم صور مركبة، يتضح هذا جلياً ونحن نتلقى ونبني مدركاتنا على اعداد لا تحصى من الصور البصرية والذهنية مكونة بذلك وعاء شاملاً لثقافة الإنسان وحضارته، وفي العقدين الأخيرين أصبحت الصورة البصرية المدركة بمثابة المكون الأهم والباعث للفعل ورد الفعل عند الإنسان لقد عززت التقنيات الحديثة وسائل الاتصال وأدواته المعاصرة ما أصبح يسمى بثقافة الصورة في شتى المجالات.

و تشكل الصورة الفنية, في التاريخ المعاصر حالة فكرية ثقافية تلامس الواقع التربوي الاجتماعي والإنساني في تقنيات, جعلت من المجتمع الإنساني مجتمعاً أكثر تقارباً رغم اختلاف قضاياه وتناقض أهدافه ورغم هذا التقارب الزمني والمرئي إلا أن ثقافة الصورة قد تخطت الاختلافات اللغوية وحواجز الجغرافيا ووثقت أحداث التاريخ عبرت عن قدرات الإنسان وجبروته وآماله وتطلعاته. لقد استطاع الإنسان من خلال التقنيات المعاصرة أن يجعل من الصورة الفنية وسيلة تثقيف وتعليم وإعلام وتسويق وأداة مخاطبة. ورغم اتساع ادوار الصورة وأثارها إلا أن تلك الأدوار مازالت مادة خصبه للبحث والتحليل والاكتشاف بمنظور لا نهائي كمدرك بصري يستثير المدرك الداخلي المفسر لوجودها( الصورة ) لتخرج قيم تراكمية تشكل وعى الإنسان أفراداً وجماعات وتؤثر في قراراتهم.

و تختزن الصورة كمادة حقيقية في داخلها المحسوسات الواقعية والخيالية، المدرك وغير المدرك منها، قد تشكلت من خبرات الإنسان على مر العصور في صيغ ثابتة ومتحولة وفي تشكيلات تلقائية وقصديه تؤثر في الأفكار وتعطى للثقافات سماتها وتمدها بطاقاتها الكامنة .

وتعد ثقافة ألصوره الفنية , جزء هام من الثقافة العامة المكونة لثقافة المجتمع الذي يؤثر بسماته وخصائصه في نوع وطبيعة الثقافة البصرية ويمدها بمقومات نموها وتطورها , ورغم طغيان ثقافة العولمة فإن لكل مجتمع خصوصيته وفردانيته التي من خلالها يحافظ على عاداته وتقاليده واتجاهاته الدينية والدنيوية من علوم وتربية وثقافة الخ ...).

ويأتي هذا البحث إحساساً بأهمية الصورة وارتباطاتها الثقافية والفنية بتفاعلاتها الإنسانية المؤثرة وإيضاحاً لامتداد تأثيراتها الاجتماعية والتربوية.