التنافس لدى طلاب الصف الاول الابتدائي الملتحقين وغير الملتحقين برياض الاطفال (دراسة مقارنة)

Abstract

تهيء الروضة المناخ السليم لنضج الخبرات التي يتضمنها المنهج الدراسي فيما بعد ، وهي امتداد لما تعلمه الاطفال في حياة المنزل ، فيها ينتظم تصريف طاقاتهم وتوجيهها لتحقيق اغراض تربوية ، وتهيئة حياة اجتماعية قائمة على احترام الطرف الاخر والتعاون معه ومراعاة حقوقه ، وتزويدهم بخبرات صالحة تتناسب مع مستوياتهم واعمارهم وميولهم وتعزز روح التنافس السليم لديهم (طافش،2010).

  يحرك التنافس في الانسان عامة وفي الطفل خاصة مشاعر وطاقات مكنونة لا يعرفها الا عندما يضع نفسه منافسا  لفلان وفلان للفوز عليه . فقد كان الرسول (ص) يثير المنافسة بين صحبانه ،وبين الاطفال ليحرك الطاقة الهائلة  داخلهم ،، كالمنافسة الفكرية ،يطرح الاسئلة ليعصف اذهانهم وينبه عقولهم ويفتح بها مغاليق فهمهم وايقاظ ذاكرتهم ، اضافة الى اثارته (ص) التنافس الرياضي بينهم بالجري ،لتنمو عضلاتهم ويقوى جسمهم . فالتنافس يثير التعلم ويشجع التدريب والتنقيب عن المعرفة وحب المشاركة وفهم الحياة ،، بأن فيها ربح تارة وخسارة تارة اخرى (سويد،1408ه ).

   قد يكون التنافس بين الاقران امرا طبيعيا وجزا من سلوكياتهم في اعمار مبكرة ، وغالبا ما يأخذ شكل الصراع ،يبدأ بالظفر بمكانة ما لدى الاباء ، انتهاءا بالمستوى التحصيلي والدراسي ونشاطات اخرى يقوم بها . فالتنافس ليس سيئا بين الاطفال ، ولكن قد تحدث الى جوانبه الايجابية  جوانب اخرى سلبية ،لذا من واجب المربين والمعلمين الانتباه على هذا السلوك ، والحرص ان يكون في نطاق صحي طبيعي ،وتنمية روح التنافس الايجابي ، دون ضغينة او كره او ايذاء، ومعالجة الامور بروية وصبر وحكمة ومحاولة التعرف على اسباب التنافس كالغيرة او الشعور بالامان او اسباب تتعلق بالوالدين والمربين كالتفرقة والقسوة والحرمان والمقارنات غير الصحيحة ،او لاسباب اقتصادية تخص العائلة ( حرشوف،5:2014).فقد اظهرت دراسة (عبد الحسين ،2017) ان هناك علاقة طردية ايجابية بين العنف اللفظي والتنافس لدى اطفال الروضة ، اي كلما زاد التنافس زاد العنف اللفظي (عبد الحسين ،62:2017) حيث تقبل اشكال معينة من العنف في بعض النشاطات التنافسية كالالعاب الرياضية داخل الموقف، في حين يعاقب عليها الطفل اذا خرجت عن نطاق الموقف (علاونة،280:2009) وهذا ما لابد ان يكون في العنف اللفظي. حيث اكد سكنر بان احتمالية تصرف معين وزيادته ترجع الى التعزيز الذي يقوم به الوالدان والمربين( عبد الرحمن،558:1998).

  وقد اظهرت دراسات اخرى نتائج ايجابية في تحسين الاداء نتيجة اثارة اسلوب التعلم التنافسي بين الافراد ، حيث اظهرت دراسة (بسيوني،2015) تحسنا ذا دلالة احصائية في مهارات القراءة الناقدة للمجموعة التجربية التي تعرضت لاسلوب التعلم التنافسي ، بينما لم ترق نتائج القراءة للمجموعة الضابطة التي لم تتعرض لاسلوب التنافس الى مستوى الدلالة المعنوية (عبد الحسين،32:2017) عن (بسيوني،2015).اما دراسة ((Joyce&other,2001 فقد اثبتت ،وجود الاطفال في مجموعات يثير سلوك التنافس بينهم وخاصة الذكور ، فهم يرغبون الانضمام الى المجاميع الرباعية اكثر من انضمامهم الى  المجاميع الثنائية ( (Joyce&other,2001: 921-928  فالذكور يعبرون عن التنافس اكثر من الاناث وقد تبين ذلك في الانشطة المنظمة اكثر من الانشطة الحرة  ((Angeliki&Nikolaos,2014:1660  .

وعليه ومما تقدم أعلاه ترى الباحثات أن مشكلة البحث تتلخص في السؤال الآتي : هل هناك فرق في التنافس بين طلبة الصف الاول الابتدائي من الملتحقين وغير الملتحقين برياض الاطفال ؟

 أما أهمية البحث فتتجلى بأهمية متغير التنافس لدى الاطفال والطلبة بمختلف أعمارهم وتأثيره في شخصياتهم فضلا عن عدم وجود دراسة ( على حد علم الباحثات ) تناولت الفرق في متغير التنافس بين الملتحقين وغير الملتحقين برياض الاطفال .