ثقافة الجندر وأحكامه في التشريع الإسلامي
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
انتشرت في عالمنا العربي والإسلامي العديد من الأفكار الغربية التي وصلت مؤخراً وتجذرت بالعقل العربي والأسلامي وكان لها الأثر الكبير في تغيير أفكار ابناء المجتمع ومن بين تلك الأفكار والثقافات هو ثقافة الجندر أو الجندرية . وهذا المصطلح الذي انتشر مؤخراً في مختلف انحاء العالم والذي يعني الفصل بين الجنسين الذكر والأنثى وتحديد هوية جندرية جديدة مكتسبة من شعور الأنسان بنفسه والصفات التي يرغب ان يكون عليها كأن يكون الذكر يعيش بهوية أنثوية وكذلك العكس بالنسبة للمرأة بأن تعيش بهوية ذكورية . وبذلك نجد أن الهوية الجندرية الجديدة لا تتكون عند الفرد لحظة الميلاد بل تحدد فيما بعد عن طريق التأثيرات والعوامل الاجتماعية والنفسية للفرد . وهذه الأفكار الغربية والثقافات الدخيلة على المجتمعات الإسلامية قد تبنتها الأمم المتحدة والمنظمات العالمية وأقرتها منظمات حقوق الأنسان وقوانين الغرب واعتبرتها هوية من حق أي فرد أن يحملها دون أن يكون لها علاقة بالاختلافات الجسدية والعضوية بين الأفراد وعلى اعتبار فرض المساواة الواجب تحققها بين الرجل والمرأة . وبتبني الأمم المتحدة لمثل هكذا أفكار وثقافات وتشجيعها لسن مثل هكذا قوانين ممنهجة القصد منها اشاعة الفساد وطمس الهوية الدينية وتجاهل فطرة الله التي فطر الناس عليها واشاعة للحرية المطلقة ونشر للمثلية الجنسية دون قيود أو حدود ومتجاهلة لقوله تعالى : (يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) , فهي تدعو الى تحرر المرأة من قيود سيطرة وهيمنة الرجل والمساواة التامة بينها وبين الرجل وصولاً لمفهوم الجندر بتبادل الأدوار بين الرجل والمرأة دون اعتراض من ابناء المجتمع أو مبادئ الأديان السماوية وخاصة التشريع الإسلامي . والباحثة تحاول في هذا البحث تسليط الضوء على مفهوم الفكر الجندري ونشأته وثقافته وأهم الأسباب التي أدت الى انتشار هذه الثقافة في مجتمعاتنا الإسلامية وتوضيح حكم الشرع فيها وطرق معالجتها عقائدياً وفكرياً ومجتمعياً .
تفاصيل المقالة

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-ShareAlike 4.0 International License.