العلاقات الأوغندية – الإسرائيلية 1962-1972 "دراسة تأريخية"

الملخص

احتلت القارة الأفريقية أهمية خاصة  ضمن البرنامج السياسي للحركة الصهيونية العالمية في المرحلة التي سبقت قيام إسرائيل عام 1948. غير إن تلك الأهمية لم تتبلور بشكلها الواضح إلا بعد أخفاق إسرائيل في الاستحواذ على مركز بين الدول الأفرو-آسيوية ، وشعورها في العزلة الدولية، إذ ساعدت جملة من العوامل على تقاربها مع دول القارة الأفريقية وكسب تأييدها في المحافل الدولية. من هنا بدأت إسرائيل في محاولة الوصول إلى مختلف المؤسسات والقطاعات والأروقة الأفريقية الرسمية وغير الرسمية، حتى استطاعت بعد مدة زمنية قصيرة من التغلغل إلى معظم دول القارة وعلى مستوى واسع من العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية.اكتسبت شرق افريقيا موقعها مهماً في مخطط التغلغل الإسرائيلي في افريقيا. وذلك منذ عام 1956، عقب فتح خليج العقبة امام البواخر الاسرائيلية، إذ شكل ذلك المنفذ البحري لها، وازدادت اهمية تلك المنطقة بعد حرب حزيران عام 1967، بعد غلق قناة السويس، وذلك لان الطريق الذي يصل بين البحرين الأبيض والأحمر عبر الطريق البري الإسرائيلي يوفر لبلدان شرق افريقيا 15% تقريبا من تكاليف النقل عبر رأس الرجاء الصالح. وفق تلك المعطيات جاء هذا البحث ليسلط الضوء على طبيعة العلاقات الأوغندية- الإسرائيلية بين عامي 1962-1972، إذ مثل التاريخ الأول بداية تلك العلاقات عقب استقلال اوغندا من الحماية البريطانية في 9/تشرين الاول/1962، في حين مثل التاريخ الثاني انقطاع تلك العلاقات في 31/اذار/1972. قُسم البحث إلى ثلاثة محاور رئيسة تطرق المحور الأول إلى التعاون الأوغندي –الإسرائيلي على الصعيدين العسكري والاقتصادي، إذ كانت المساعدات العسكرية والاقتصادية  ابرز وسائل توسيع النفوذ الاسرائيلي في اوغندا، بينما تناول المحور الثاني العلاقات السياسية الاوغندية – الإسرائيلية 1962-1972، في حين ناقش المحور الثالث اسباب التحول الأوغندي حيال إسرائيل عام 1972.